مجموع أقوال المسيح الموعود مرزا غلام أحمد عليه السلام 

تعاليم الإسلام وأركانه

نحن مسلمون، نؤمن بالله الفرد الصمد الأحد، قائلين لا إله إلا هو، ونؤمن بكتاب الله القرآن، ورسولِه سيدنا محمد خاتم النبيين، ونؤمن بالملائكة ويوم البعث، والجنة والنار، ونصلي ونصوم، ونستقبل القبلة، ونحرّم ما حرّم الله ورسوله، ونُحِلُّ ما أحَلَّ الله ورسوله، ولا نزيد في الشريعة ولا ننقص منها مثقال ذرة، ونقبل كل ما جاء به رسول الله ﷺ وإنْ فهِمْنا أو لم نفهَم سِرَّه ولم نُدرك حقيقته، وإنّا بفضل الله من المؤمنين الموحّدين المسلمين”. (نور الحق، ص 4)

“لا كتاب لنا إلا القرآن الكريم، ولا رسول لنا إلا محمد المصطفى ﷺ، ولا دين لنا إلا الإسلام، ونؤمن بأن نبينا ﷺ هو خاتم الأنبياء، وأن القرآنَ الكريم هو خاتم الكتب…. وينبغي أن تتذكروا أننا لا نقبل أي ادعاء آخر سوى أننا خدام الإسلام، ومن نسب إلينا أننا ادعينا غير ذلك فقد افترى علينا افتراء مبينا. إنما ننال فيوض البركات بواسطة نبينا الكريم ﷺ، ونتلقى فيوض المعارف بواسطة القرآن الكريم… إن جهودنا كلها عابثة ومرفوضة وقابلة للمؤاخذة إن لم نكن خدام الإسلام.” (مكتوبات أحمدية مجلد 5 رقم 4)

لا دينَ لنا إلا دين الإسلام، ولا كتاب لنا إلا الفرقان كتاب الله العلاّم، ولا نبيّ لنا إلا محمدٌ خاتم النبيين ﷺ وبارَك، وجعل أعداءه من الملعونين. اشهدوا أنّا نتمسّك بكتاب الله القرآن، ونتّبع أقوال رسول الله منبعِ الحق والعرفان، ونقبَل ما انعقد عليه الإجماع بذلك الزمان، لا نزيد عليها ولا ننقص منها، وعليها نحيا وعليها نموت، ومن زاد على هذه الشريعة مثقال ذرّة أو نقص منها، أو كفر بعقيدة إجماعيّة، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.” (مكتوب أحمد، ص 39)

فاعلموا أن الله قد أرسلني لإصلاح هذا الزمان، وأعطاني علم كتابه القرآن، وجعلني مجددًا لأحكم بينكم فيما كنتم فيه مختلفين. فلِمَ لا تطيعون حَكَمَكُم ولِمَ تصولون منكرين؟ وما كنتُ من الكافرين ولا من المرتدين، ولكن ما فهمتم سرَّ الله، وحار فهمكم، وفرط وهمكم، وكفّرتموني، وما بلغتم معشار ما قلتُ لكم، وكنتم قومًا مستعجلين. ووالله إني لا أدّعي النبوة ولا أجاوز الملة، ولا أغترف إلا من فضالة خاتم النبيين. وأؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وأصلي وأستقبل القبلة، فلِم تكفّرونني؟ ألا تخافون الله رب العالمين؟

أيها الناس لا تعجلوا عليّ، ويعلم ربّي أني مسلم، فلا تُكفّروا المسلمين. وتدبَّروا صحف الله، وفكِّروا في كتاب مبين. وما خلقكم الله لتكفّروا الناس بغير علم، وتتركوا طرق رفق وحلم وحسن ظن، وتلعنوا المؤمنين. لِمَ تخالفون قول الله وأنتم تعلمون؟ أخُلقتم لتكفير المؤمنين أو شققتم صدورنا، ورأيتم نفاقنا وكُفرنا وزورنا؟ فأيها الناس، توبوا توبوا وتندموا، ولا تغلُوا في ظنكم ولا تُصرّوا، واتقوا الله ولا تجترئوا ولا تيأسوا من روح الله، وإنه لا يُضيع أمة خير المرسلين. خلَق الناس ليعبدوا، وأرسل الرسل ليعرفوا، وليحكُم فيما اختلفوا، وبيّن الأحكام ليطيعوا ويُوجَروا، وبعث المجددين ليُذكّر الناس ما ذهلوا، ودقّق معارفهم ليُبتلوا، وليعلَم الله قومًا أطاعوا وقومًا أعرضوا، وشرع البيعة لأهل الطريقة ليتوارثوا في البركات ويتضاعفوا، وأوجب عليهم حسن الظن ليجتنبوا طرق الهلاك ويُعصَموا، وفتح أبواب التوبة ليُرحَموا ويُغفَروا، والله أوسع فضلا ورحما وهو أرحم الراحمين. وما كان لي أن أفتري على الله، والله يُهلك قوما ظالمين”. (سر الخلافة، ص 105-106)

“ما هو الإسلام؟ إنه نار المحبة المتوقدة التي تُحرق حياتَنا السفلى، تحرق آلهتَنا الباطلة، ثم تضع أنفسنا ونفائسنا وأعراضنا قربانا بين يدي الإله الحق القُدوس. وبورود هذا المَعين نشرب ماء حياة جديدة، وترتبط ملكاتُنا الروحانية كلها بالله ارتباطَ الخيط بالخيط، وتسطع من داخلنا نارٌ كنار البرق، ونارٌ أخرى تنـزل علينا من فوق؛ وبامتزاج هاتين الشعلتين يحترق كل ما في قلوبنا من هوًى وهوسٍ ومحبة لغير الله، ويُقضى على حياتنا الأولى. هذه الحالة تسمى “الإسلام” في اصطلاح القرآن المجيد”. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 89-90)

“إن الناس مع اختلاف طبائعهم قد عينوا لحياتهم – بسبب قلة فهمهم أو ضعف همتهم – أهدافا متباينة لا تتجاوز الجريَ وراء الأغراض الدنيوية والأماني المادية. ولكن الغاية التي ذكرها الله في كتابه العزيز هي: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ).. أي ليعرفوني ويعبدوني. فبِناء على هذه الآية كان المقصد الحقيقي للحياة البشرية عبادةَ الله ومعرفته، وأن يصير الإنسان لله وحده. ومن الواضح أن الإنسان لا يملك خيارا لكي يقرر غايةَ حياته من تلقاء نفسه، لأنه لا يأتي إلى هذا العالم بإرادته.. ولا هو تاركه بمرضاته، فما هو إلا مخلوق. فالذي خلقه وخصه من بين جميع الحيوانات بأفضل الملكات.. هو الذي قد قدر لحياته غاية معينة. وسواء فهمها الإنسان أم لم يفهمها، فأنه مما لا شك فيه أن غاية خلق الإنسان إنما هي عبادة الله، ومعرفته، والفناء فيه تعالى.. كما يقول الله تعالى في موضع آخر من القرآن: (إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلام)، وقال: (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ الناسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)

.. أي أن الدين الذي يكفل المعرفة الربانية الصحيحة، والعبادةَ الإلهية على أحسن وجه.. إنما هو الإسلام. وقد أودِع الإسلامُ فطرةَ الإنسان.

لقد خلق الله الإنسان على الإسلام، ومن أجل الإسلام.. بمعنى أنه قد أراد أن ينهمك الإنسان بجميع قواه في عبادة ربه وطاعته ومحبته، ولأجل ذلك قد وهب له ذلك القادر الكريم جميعَ هذه القوى بحيث تلائم مقتضيات الإسلام”. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 113-114)

هذه ملّتنا، نرى كلّ آنٍ ثمارها، ونشاهد أنوارها. وأما دين النصارى فليس إلا كدارٍ يخوّف الناسَ دُجاها، ويعمي العيونَ دُخاها، وهل لها آية لنراها؟ ووالله لو لم يكن دين الإسلام لتعسّرتْ معرفة ربّ العالمين، فما ظهرتْ خبيئة المعارف إلا بهذا الدين. وإنه كشجرة تؤتي أُكُلها كلّ حين، ويدعو الآكلين الذين هم من العاقلين. وأمّا دين عيسى فما هو إلا كشجرة اجْتثّتْ من الأرض، وأزالت الصراصر قرارها، ثم اللصوص ما أبقَوا آثارها. وليس في دينهم إلا قصص منقولة، ومن المشاهدات معزولة. ومن المعلوم أن القصص المجرّدة لا تهب اليقين، وليس فيها قوّة تجذب إلى ربّ العالمين. وإنّما الجذب في الآيات المشهودة، والكرامات الموجودة، وبها تتبدّل القلوب، وتزكّى النفوس وتزول العيوب، فهي مختصّ بالإسلام، واتّباع نبيّنا خير الأنام، وإنا على هذا من الشاهدين، بل من أهلها ومن المجرّبين، ونتمّ بها الحجّة على المنكرين. وأيّ شيءٍ الدينُ الذي كان كدارٍ عفَتْ آثارها، أو كروضةٍ أُجيحت أشجارها؟ ولا يرضى العاقل بدينٍ كان كدارٍ خربتْ، أو كعصا انكسرتْ، أو كامْرأة عقَرتْ، أو كعين عميتْ. (الاستفتاء، ص 30-31)

إنا نؤمن بألا إله إلا الله ومحمد رسول الله وخاتم الأنبياء، ونؤمن أن الملائكة حق وحشر الأجساد حق والجنة حق والجهنم حق. ونؤمن بأن كل ما قاله الله تعالى في القرآن المجيد وما قاله النبي ﷺ هو حق. ونؤمن بأن من نقص ذرة من هذه الشريعة الإسلامية أو زاد عليها أو أمر بترك الفرائض أو إباحة ما حرم الله فلا إيمان له وإنه ضال عن جادة الإسلام. وننصح جماعتنا أن يؤمنوا بصدق القلب بالكلمة الطيبة لا إله إلا الله محمد رسول الله وأن يموتوا على هذا الإيمان. وأن يؤمنوا بالأنبياء كلهم والكتب التي ثبت صدقها من القرآن الكريم. وأن يقوموا بالصوم والصلاة والحج ويؤدوا الزكاة بل يجب أن يعملوا بحسب ما أمر الله تعالى ورسوله من فرائض وأوامر ونواهٍ مدركين حقيقتها وفاهميها فهمًا صائبا. خلاصة القول عليكم أن تؤمنوا بجميع تلك الأمور التي أجمع عليها السلف الصالح اعتقادا وعملا وجميع تلك الأمور التي تعتبر من صميم الإسلام بإجماع أهل السنة. ونحن نُشهد السماء والأرض على هذا الأمر أن هذا هو مذهبنا”. (أيام الصلح، الخزائن الروحانية ج14 ص323)

فالحمد لله كلّ الحمد، أن الإسلام دين حيٌّ يُحيي الأموات، ويُخضّر المَوات، ويُنضّر الحياة. وإني أعجب، والله، كلَّ العجب من قومٍ يقولون إنا من فِرق الإسلام، ثم ينكرون فيوض هذا الدين وفيوض نبيّنا خير الأنام، ومكالمة الله العلام”. (الاستفتاء، ص 31)

أيتها الجليلة، اعلمي – أيدك الله – أن دين الإسلام مجمع الأنوار، ومنبع الأنهار، وحديقة الأثمار، وما من دين إلا هو شعبته، فانظري إلى حِبره وسِبره وجنّته، وكُوني من الذين يُرزقون منه رزقًا رغدًا ويرتعون. وإن هذا الدين حي مجمع البركات، ومظهر الآيات، يأمر بالطيبات، وينهى عن الخبيثات، ومن قال خلاف ذلك أو أبان فقد مان، ونعوذ بالله من الذين يفترون. فبما إخفائهم الحق وإيوائهم الباطل لعنهم الله ونزع من صدورهم أنوار الفطرة، فنسُوا حظهم منها، وفرحوا بالتعصبات وما يصنعون”. (التبليغ، ص 89-90)

واعلموا أن الإسلام مركزٌ وعمود للعالم الإنساني، لأن المُلك الجسماني ظِلٌّ للمُلك الروحاني، وجعَل الله سلامته في سلامته وكرامته في كرامته، وكذلك جرت سنة رب العالمين. وإن الله إذا أراد أن يُعلِي قوما فيجعل لهم هِممًا في الدين، وغيرةً للصراط المتين، فقُوموا للأعداء، ولكن لا كالسّفهاء، بل كالعقلاء والحكماء، ولا تتخيروا ظُلمًا ولا يخطُرْ في بالكم هواه، بل أطيعوا الله وأشيعوا هداه، والله يحبّ الطاهرين. فالرجاء مِن حميّتكم الإسلامية وغيرتكم الدينية أن أَعِدّوا الأسباب كالعاقلين لا كالجاهلين والمجانين. ولا شك أن تفهيم الضالين الغافلين واجب على العلماء العارفين، فقوموا لله وأشيعوا هُداه، ولا تؤمِّلوا عليها جزاءً مِن سواه”. (نور الحق، ص 182)

أتظنّون أن الإسلام مرادٌ من قصصٍ معدودة، وليست فيه آيات مشهودة؟ أأعرض عنّا ربّنا بعد وفاة سيّدنا خير البريّة؟ فأيُّ شيءٍ يدلّ على صدق هذه الملّة؟ أنسي الله وعد الإنعام الذي ذكره في سورة الفاتحة.. أعني جعْل هذه الأمّة كأنبياء الأمم السابقة؟ ألسنا بخير الأمم في القرآن؟ فأيُّ شيءٍ جَعَلَنا شرَّ الأمم على خلاف الفرقان؟ أيجوّز العقل أن نجاهد حقّ الجهاد لمعرفة الله ثم لا نوافي دروبها، ونموت لنسيم الرحمة ثم لا نُرزَق هبوبها؟ أهذا حَدُّ كمال هذه الأُمّة، وقد وافت شمس عمر الدُّنيا غروبها؟ فاعلموا أنّ هذا الخيال كما هو باطل عند الفطنة التامّة، كذلك هو باطل نظرًا على الصُّحف المقدّسة”. (الاستفتاء، ص 71-72)

وإن مثل الإسلام في هذه الأيام كمثل رجل كان أجمل الرجال وأقواهم، وأحسن الناس وأبهاهم، فرمى تقلّب الزمان جفنه بالعَمَش، وخدّه بالنَمَش، وأزالت شَنَب أسنانه قلوحةٌ علتْها، وعلّةٌ قبّحتها، فأراد الله أن يمنَّ على هذا الزمان، بردّ جمال الإسلام إليه والحُسن واللمعان. وكان الناس ما بقى فيهم روح المخلصين، ولا صدق الصالحين، ولا محبّة المنقطعين، وأفرطوا وفرّطوا وصاروا كالدهريين، وما كان إسلامهم إلا رسومٌ أخذوها عن الآباء، من غير بصيرة ومعرفة وسكينة تنـزل من السماء. فبعثني ربي ليجعلني دليلاً على وجوده، وليُصيّرني أزهر الزهر من رياض لطفه وجوده، فجئتُ وقد ظهر بي سبيله، واتضّح دليله، وعلمتُ مجاهله، ووردتُ مناهله. إن السماوات والأرض كانتا رتقًا ففُتقتا بقدومي، وعُلّم الطلباء بعلومي، فأنا الباب للدخول في الهدى، وأنا النور الذي يُرِي ولا يُرَى، وإني من أكبر نعماء الرحمان، وأعظم آلاء الديّان. رُزقتُ من ظواهر الملة وخوافيها، وأُعطيتُ علم الصحف المطَهّرة وما فيها، وليس أحدٌ أشقى من الذي يجهل مقامي، ويُعرض عن دعوتي وطعامي. وما جئتُ من نفسي بل أرسلني ربي لأُمَوّن الإسلام، وأُراعي شؤونه والأحكام”. (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية مجلد 20 ص 90-91)

تعلم أن هذه العلماء قد تفوّهوا بألفاظ في شأن عيسى ليس معناها من غير أنهم جعلوه لله كالمتبنّى، ولن تعود دولة الإسلام إلى الإسلام، من غير أن يتّقوا ويوحّدوا ويدوسوا هذه العقيدة تحت الأقدام. إنهم يُحطّون ويدَعّون كل يوم إلى تحت الثرى، إلاّ إذا اتّقوا وجعلوا عيسى من الموتى. ووالله إني أرى حياة الإسلام في موت ابن مريم، فطوبى للذي فهم هذا السرّ وفهّم”. (الهدى والتبصرة لمن يرى، الخزائن الروحانية مجلد 18 ص 320)

إن ديننا هذا الذي اسمه الإسلام.. ما أراد الله أن يتركه سُدى، وما أراد أن يُبطله ويخرّبه من أيدي الأعداء، بل قال وهو أصدق الصادقين: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )، وقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِطُونَ)، وقال: (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ)، وقال: (ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ). فهذه كلها مواعيد صادقة لتأييد الإسلام عند ظهور الفتن وغلبة المعاصي والآثام”. (حمامة البشرى، ص 54)

“(إيّاكَ نَعْبُدُ وَإيّاكَ نَسْتَعِينُ).. يا من تجمع في ذاتك هذه المحامد كلها.. نعبدك ونسألك وحدك التوفيقَ في كل عمل. إن الاعتراف بالعبودية بصيغة الجمع هنا إنما يعني أن جميع قوانا منهمكة في عبادتك، وخاضعة على بابك. فالإنسان – باعتبار قواه الباطنة – يصبح بمثابة جماعة وأمة، وهكذا فإن سجود جميع القُوى لله بهذا المعنى هو نفسُ الحالة التي تسمى الإسلام”. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 75-76)

“إن ما هدانا إليه القرآنُ المجيد من وسيلة للوصال بالله وصالا روحانيا كاملا هو “الإسلام” و”دعاء سورة الفاتحة”.. أي أن يقف الإنسانُ حياتَه كلها في سبيل الله، ثم يستمر في الدعاء الذي علمه الله المسلمين في سورة الفاتحة. وهذان الأمران -الإسلام ودعاء الفاتحة – هما مغزى الإسلام كله. هذه هي الوسيلة المثلى للوصول إلى الله، ولشُرْب ماء النجاة الحقيقية. بل إنها الذريعة الوحيدة التي سنها قانون القدرة لتطور أسمى للإنسان ولوصاله بالله. وإنما يظفر بالله مَن يقتحمون النار الروحانية التي يشير إليها معنى الإسلام.. ويعكفون على الابتهال بدعاء الفاتحة”. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 89)

“إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي عن طريقه يقترب الله من عبده ويناجيه، وينطق في داخله، ويتخذ في قلبه عرشا له.. ثم يجذبه من باطنه إلى السماء، ويعطيه كل نعمة أُوتيِها الأولون”. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 138)

“ثم إن الحالة الثالثة التي وضعها الله تعالى لتقدم الإنسان روحانيًا هي أن يتفانى في حب خالقه ورضوانه ويصبحَ وجوده كليةً لله وحده. وتذكيرًا بهذه المرتبة سمى الله دين المسلمين باسم الإسلام.. لأن الإسلام معناه أن يكون الإنسان كله لله، ولا يبقي لذاته من شيء، كما يقول الله جل جلاله: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).. أي أنّ النّاجي هو ذلك الإنسان الذي ضحّى بنفسه في سبيل الله تعالى، وأثبت صدقه ليس بالنيّة فقط بل بالأعمال الصّالحة. ومن فعل ذلك فقد وجب أجره على الله، وكان من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..

ويقول سبحانه: (قُلْ إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين * لا شريك له وبذلك أُمرتُ وأنا أوّلُ المسلمين)، ويقول: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتّبِعوه ولا تتّبعوا السّبل فتَفرَّقَ بكم عن سبيله)، ويقول: (قُلْ إن كنتم تحبّون الله فاتّبِعوني يحبِبْكم اللهُ ويغفِرْ لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).. أي قل إنّ صلاتي وتضحياتي، وحياتي وموتي، هي لله الذي تشمل ربوبيته كل الموجودات. ليس هناك مخلوق من البشر وغيره هو شريك مع الله بأيّ نوع من الشّركة. هذا ما أمرني به، وأنا أول وأفضل من يطبّق مفهومَ الإسلام.. ويبذل نفسه في سبيل الله. هذا هو سبيلي. فهلمّوا اتَّبعوا سبيلي هذا ولا تسلكوا غيرَه من السّبل، فتنحرف بكم بعيدا عن الله. قل لهم: إذا كنتم تحبّون الله فتعالوا سيروا ورائي واسلكوا طريقي وسوف يحبّكم الله ويغفر لكم، فهو كثير المغفرة واسع الرّحمة”. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص12-13)

“المعرفة التامّة هي جذرُ الخوف والحب والتقدير. فكلّ مَن أُعطِيَ المعرفة التّامة فقد أُعطيَ الخشية والحب الكاملين أيضًا. وكلّ من أُعطي الخشية الكاملة والحب التامّ فقد نُجِّي من ذنب ينشأ عن جسارة. نحن لا نعتمد لتحقيق هذا الخلاص على أيّ دم، ولا نحتاج إلى أيّ صليب ولا أية كفّارة، بل فنحن بحاجة إلى تضحية واحدة، ألا وهي التضحية بالنفس التي تشعر فطرتنا بالحاجة إليها. وهذه التضحية تُدعى بتعبير آخر “الإسلام”. والإسلام يعني تسليم العنق للذبح. أي أن تضعوا أرواحكم على عتبة الله برغبة كاملة. إنَّ هذا الاسم الجميل هو روح جميع الشرائع السماوية وجذر التعاليم ونواتها. إن تسليم المرء عنقَه للذبح برضى وقناعة حقيقيين يتطلب حبًّا تامًا ومعرفة تامة. وهكذا فإنّ كلمة الإسلام تُشير إلى أنّ التضحية الحقيقية تحتاج إلى معرفة كاملة وحبّ كامل ولا تحتاج إلى شيء آخر”. (ليكجر (محاضرة) لاهور، الخزائن الروحانية المجلد 20، ص 151-152)

   “إن التوراة أمال الناسَ إلى الانتقام، وعنده لا مفرَّ للظالم ولا خلاصَ، وإن عيسى شرّع لأمّته أنّ “أحدهم إذا لُطِم في خدّه وضَع الخدّ الآخر لمن لطمه ولا يطلب القصاصَ. فلا شك أن هذين الحزبين لا يشاورون الشريعة الفِطريّة، ولا يتّبعون إلا الأوامر القانونية. وأما الرجل المحمدي فقد أُمر له أن يتّبع الشريعة الفطرية كما يتبع الشريعة القانونية، ولا يُقطَع أمرٌ إلا بعد شهادة الشريعة الفطرية، ولذلك سُمِّيَ الإسلام دينَ الفطرة للزوم الفطرة لهذه الملّة، وإليه أشار نبيّنا ﷺ: “استَفْتِ قلبَك ولو أفتاك المُفتون”. فانظرْ كيف رغَّب في الشريعة الفطرية ولم يقنع على ما قال العالمون. فالمسلم الكامل من يتّبع الشريعتين، وينظر بالعينين، فيُهدَى إلى الصراط ولا يخدعه الخادعون. ولذلك ذكر الله في محامد الإسلام أنه شريعة فطرية، حيث قال: (فِطْرَةَ اللهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا). وهذا من أعظم فضائل هذه الملّة ومناقبِ تلك الشريعة. فإنه يوجد في هذا التعليم مدار الأمر على القوة القُدسية القاضية الموجودة في النشأة الإنسانية المُوصِلة إلى كمال تام في مراتب المحويّة، فلا يبقى معها مَنْفَذ للتصرّفات النفسانية، لِما فيه عملٌ على الشهادة الفطرية. وأمّا التوراة والإنجيل فيتركان الإنسان إلى حدّ هو أبعدُ من الشهادة الفطرية القدسية، وأقربُ إلى دخل إفراط القوة الغضبيّة، أو تفريط القوة الواهمة، حتى يمكِن أن يُسمَّى المنتقم في بعض المواضع ذئبًا مؤذيا عند العقلاء، أو يُسمَّى الذي عفا في غير محلّه وأغضى مثلاً عند رؤية فسقِ أهله دَيُّوثًا وقيحًا عند أهل الغيرة والحياء. ولذلك ترى في بعض المواضع رجلاً سَرَّه تعليمُ العفو يترُك حقيقةَ العفو والرحمة، ويجاوز حدود الغيرة الإنسانية”. (الخطبة الإلهامية، الخزائن الروحانية مجلد 16 ص 315-316)

ووالله ما منع الناس أن يقبلوا الإسلام إلا داءٌ دخيل من الكبر والتعصّب والأَوَد والفساد، وغلبة البخل والحقد وحبّ القوم والعناد. وما بعَّدهم مِن نعمه إلا فُرطاتٌ ضيّقتْ صدورهم، وملأت من الظلمات قبورهم، فما كانوا مبصرين”. (نجم الهدى، الخزائن الروحانية مجلد 14 ص 46-47)

“إذا كان هناك شخص لم تقم الحجة عليه في علم الله تعالى فأمره إلى الله، ولسنا لنتدخل في ذلك. وأما الذين جهلوا أمر الإسلام تماما وماتوا كالصغار الذين يموتون قبل سن الرشد أو المجانين أو الذين يسكنون في أرض لم تصل إليها دعوة الإسلام فهم معذورون”. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 187-188)

يا معشر الغافلين، إلامَ تنتظرون عيسى وقد قرُبَ يوم الدين؟ أتزعمون أنه من الأحياء بل هو من الميّتين. وإني عارف بقبره فلا تكونوا من الجاهلين. اجتمعوا إليّ أهدكم إن كنتم طالبين. وليس ذنب تحت السماء أكبر من القول بحياة عيسى وكادت السماوات أن يتفطّرن به بل هو من الهالكين. والله إنه هو الحق وإني أُنبِئتُ من القرآن ثم بوحي رب العالمين. ومن قال إنه حيّ فقد افترى على الله وخالف قول الكتاب المبين. وإنكم تنتظرون نزوله من مدّة مديدة، فأن فيكم قريحة سعيدة؟

انظروا أيها المنتظرون الغالون، هل وجدتم ما أردتم وما تطلبون؟ وهل أنتم على ثقة من أمر تعتقدون؟ وهل اطمأنّت عليه قلوبكم أيها المعتدون؟ بل تنصرون النصارى وتؤيّدون. وارتدّ كثير من الناس بأقوالكم فلا تتركون هذه الكلم ولا تنتهون. ثم أنتم تقولون إنّا نجهد كل الجهد للإسلام، فأي إسلام تريدونه يا معشر الكرام؟ أتريدون إسلام الشيعة أو إسلام البياضية، الذين لا نجاة عندهم من دون ورد اللعنة؟ أو تعنون من هذا اللفظ الفرقة الوهابية، أو المقلّدين أو المعتزلة، أو تعنون إسلام الطبيعيين الجاحدين بالملائكة والجنة والنار والبعث وخوارق الأنبياء، واستجابة الداء، والضاحكين على الصوم والصلاة والمؤثرين طرق الأهواء، أو إسلام آخر في قلبكم ما أعثرتم عليه أحدًا من الأحبّاء والأعداء؟

أيها الأعزة! فكّروا في أنفسكم ما حالة الزمان، وقد افترق الأمة إلى فِرَقٍ لا يُرجى اتحادهم إلاّ من يد الرحمن. يُكفّر بعضهم بعضا، وربما انجرّ الأمر من الجدال إلى القتال، ففكّروا.. أتستطيعون أن تُصلحوا ذات بينهم وتجمعوهم في براز واحد بعد إزالة هذه الجبال؟ كلا.. بل هي أقوال لا تقتدرون عليها. أتقدرون على فعل هو فعل الله ذي الجلال؟ ولن يجمع الله هؤلاء إلاّ بعد نفخ الصور من السماء، وإذا نُفخ في الصور فجُمعوا جمعًا، فليسمع من يستطيع سمعا. ولا نعني بالصور ههنا ما هو مركوز في متخيّلة العامّة، بل نعني به المسيح الموعود الذي قام لهذه الدعوة. وليس صور أعز وأعظم من قلوب المرسلين من الحضرة، بل الصور الحقيقي قلوبهم تنفخ فيها ليجمعوا الناس على كلمة واحدة من غير التفرقة. وكذلك جرت سُنّة الله أنه يبعث أحدًا من الأمّة لإصلاح الأمّة، وليجذب الناس به إلى سبله المرضية ولا يترك الحق كالأمر الغمّة”. (الهدى والتبصرة لمن يرى، الخزائن الروحانية مجلد 18 ص 385-389)

رَبِّ أَحْيِ الإسلامَ بجهدي وهمتي ودعائي وكلامي، وأَعِدْ بي سَحْنَتَه وحِبْرَه وسِبْرَه، ومَزِّقْ كلَّ مُعانِدٍ وكِبْرَه. رَبِّ أَرِني كيف تُحيي الموتى. أَرِني وُجوهًا ذوِي- الشمائل الإيمانيةِ، ونفوسًا ذوي الحكمة اليمانية، وعيونًا باكيةً من خوفك، وقلوبًا مُقْشعِرّةً عند ذكرك، وأصلاً نقيًّا يرجِعُ إلى الحق والصواب، ويتفيّأُ ظِلالَ المَجاذيبِ والأقطابِ، وأَرِني عَرَائِكَ ساعيةً إلى المتابِ والإعدادِ للمآبِ. ربِّ ظهَر الفسادُ في البرّ والبحر، والعِماراتِ والصحراء، وأَرَى عبادَك في البلاء، وحيطانَك بالبَيداء، ودينَك في البأساء والضرّاء، وأَرَى الإسلامَ كمحتاجٍ تَرِبَ بعد الإتراب، أو كشيخٍ مرتعشٍ تَباعَدَ من زمان الشباب، أو كشُذّاذِ الآفاقِ، أو كغريبٍ تَناهَى عن الرِّفاق، أو كحُرٍّ ابتُلِيَ في الإرقاق، أو كيتيمٍ سقَط من الآماق. يَميسُ الباطلُ في بُرْدِ الاستكبار، ويُلطَمُ الحقُّ بأيدي الأشرار. يَسعَون لإطفاءِ نورِه سَعْيَ العفاريتِ، واللهُ خيرٌ حافظًا ومَنْ لنا غيرُ ذلك الخِرِّيتِ؟ انْتَهَى أمرُ الدينِ إلى الكَساد، وثارتْ بالأحداث حَصْبةُ الفسادِ وجُذامُ الارتدادِ. خرَجوا من قيودِ الشريعةِ الغَرّاءِ، ونبَذوا أنفسَهم بالعَراءِ. ترَكوا أسوةً حسنةً، واتَّخَذوا الفلاسفةَ الضالّةَ أَئمّةً، واستَحْلَوا كلامَهم واستجادُوا أَوهامَهم، وأُشرِبُوا في قلوبهم عِجْلَ خيالاتِ اليورفِيّين، – وما هم إلا كجسدٍ له خُوارٌ، وما شَمُّوا عرْف العارفين”. (دافع الوساوس، الخزائن الروحانية مجلد 5 ص 6-7)

تعريب قصيدة:

“إن عين كل مخلص تفيض دمعًا على حالة الإسلام والمسلمين المتدهورة

إن الدين الحق محدَقٌ بالمصائب الشديدة والآلام القاسية

قد أثيرت الفتن المبيدة ضده كفرا وحسدا، وإن الذي هو صفر اليدين من كل فضيلة

راح يرمي خير المرسلين ﷺ بالعيوب

والأسير في سجن الرذائل ليجرؤ على الطعن في إمام الأطهار ﷺ

والمطبوع على الخبث والشر يصوّب النبال إلى الطيب النـزيه الأمين ﷺ

فالأجدر بالسماء أن تمطر على الأرض الأحجار

أمام أعينكم سقط الإسلام معفّرًا

فبأي شيء ستعتذرون لدى ربكم، أيها المتنعمون؟

إن الكفر يجول ويصول من كل طرف كجنودِ “يزيد”

بينما أصبح الدين الحق ضعيفًا هزيلاً مثل “زين العابدين”

إن أصحاب السعة والمقدرة منغمسون في ملذاتهم ومجونهم

ضاحكين مستبشرين مع الحِسان الفاتنات المتدللات

وأما العلماء فيتخاصمون لأجل أهوائهم النفسانية

وأما الزهاد فهم في شغلٍ شاغل عن شؤون الدين

كل واحد انتحى بناحية نفسه الخسيسة

أما ناحية الدين فهي خالية، قد وثب عليها كل عدو من مكمنه

قد اجترأ كل ابن جهول على الإسلام وتكذيب هذا الدين المتين

إن مئات الألوف من الحمقى قد خرجوا من حظيرة هذا الدين

ومئات الآلاف من الجهلة المغفلين أصبحوا صيدًا للخدّاعين

لقد صار المسلمون عرضة لأنواع المصائب

حتى فقدوا الهمة والغيرة لأجل الدين

إنهم مثل الأجنّة لا يضطربون غيرة ولو ارتد عن الدين العالمون

ليس همهم إلا هذه العاجلة الخسيسة

وأموالهم مستهلكة في سبيل نسوانهم وبنيهم

يتبوؤن الصدارة في محافل الفسق والفجور بكل مكان

وأصبحوا كالفص في حلقة الفساق في كل مكان

يرتادون الخراب ويبتعدون عن طريق الهدى

ويكرهون أصحاب الدين وينادمون السكارى

إن كثرة أعداء الملة وقلة أنصار الدين هُما الهمّانِ اللذان قد جعلا

روحي مضطربة بصدد دين أحمد ﷺ

اللهم ربنا انزلْ عاجلا، وأَنزِلْ علينا أمطار النصرة المتواصلة

أو أخرجني يا رب من هذه الدنيا المضطرمة

اللهم أطلعْ نور الهدى من مشرق رحمتك

لينوّر أعين الضالين بآيات بينات

بما أنك وهبتني استقامة وصدقا في هذا الالتياع والتضرع

فأرجوك ألا تخيبني في مرادي هذا

إن أعمال المؤمنين الصادقين لا تبقى ناقصة

لأن يد الله تبرز من الغيب لأجلهم.”

(فتح الإسلام، الخزائن الروحانية المجلد 3 ص46)

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

One Comment on “تعاليم الإسلام وأركانه – من أقوال المسيح الموعود عليه السلام”

Comments are closed.