هناك أبحاث كثيرة حول تحويل القبلة، ويُعترض في هذه الأيام أن المسلمين يعبدون الكعبةَ ولكنه خطأ تماما. لأن المراد من العبادة هو تعظيم شيء إلى أقصى الغايات لجلب النفع أو دفع الضر. أما الكعبة فلا تنفع ولا تضر. فلا تُعبد الكعبة بل يُعبَد رب الكعبة.

تأملوا في الصلاة كلها من بدايتها إلى نهايتها لن تجدوا فيها مدحا للكعبة أو الثناء عليها.

العبادة تكون لمن كان مصدر الحسن والإحسان، وكان صمدا ولكن الكعبة ليس مصداق ذلك.

استقبال شيءٍ لا يُعَدّ عبادة لأن جميع الناس يقومون مستقبلين إلى جهة ما على أية حال. إن نية استقبال القبلة ليست شرطا في الصلاة. هناك حُكم وهناك حاكم، فنحن نطيع حُكم الحاكم، إذًا، إن استقبال القبلة على هذا النحو ليس عبادتها بل هي عبادة الحاكم.

يقرّ المرء باللسان والجوارح الأخرى في: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ويقول: يا رب العالمين، الرحمن، الرحيم، مالك يوم الدين، أنا أعبدك وحدَك. إذًا، يمكن أن يكون استقبال القبلة عبادة الكعبة؟ بل الصلاة تبدأ من قراءة: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (الأَنعام: 80) وبه تتلاشى الاعتراضات كلها تلقائيا، ولا يبقى لها أيّ مجال مطلقا.

(تشحيذ الأذهان مجلد7، رقم7، صفحة 328)

About الخليفة الأول للمسيح الموعود المولوي نور الدين القرشي رضي الله عنه

View all posts by الخليفة الأول للمسيح الموعود المولوي نور الدين القرشي رضي الله عنه