ملخص خطبة الجمعة 4/9/2020

استهل حضرته الخطبة بتلاوة ]الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ[ (آل عمران 173)

يتابع حضرته في هذه الخطبة أيضا الحديث في سوانح الصحابة البدريين، واليوم يتابع عن الزبير بن العوام t. وعن فضائله:

  • ذكر عن عائشة t رضي الله عنها أن حضرته من أولئك الذين ذكرتهم هذه الآية ]الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ[
  • عن علي t قال سمعت النبي r بأذني يقول أن طلحة والزبير من جيراني في الجنة.
  • كان من أولئك الذين يقاتلون في الحرب أمام النبي r ويقفون في الصلاة خلفه.
  • من العشرة المبشرين بالجنة.
  • وكان من كتبة الوحي.
  • حين حدد النبي r المكان للبيوت في المدينة أعطى الزبير t قطعة أرض كبيرة، تُقدَّر مساحتها بركض حصانه أي المسافة التي قطعها حصانه في ركضة واحدة، وحيث وقف حصان الزبير t رمى سوطه في الفضاء بقوة فقال النبي r ستعطى له الأرض التي قطعها حصانه وليس ذلك فحسب بل حيث سقط سوطه أيضا تقدر بعشرين ألف فدانا تقريبا. كما كان قد أهدى له بستان النخل أيضا.
  • وعن أنس t أن النبي r رخَّص للزبير بن العوام في غزوة لبْس الحرير بسبب الحكة.
  • أصيب عثمان بن عفان t برعاف شديد حتى حبسه عن الحج فأوصى، فدخل عليه رجل من قريش فقال له استخلفْ فقال عثمان t: ومن يريدون خليفةً؟ فسكت، فقال عثمان لعلهم قالوا الزبير. قال نعم، قال والذى نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت وكان أحبَّهم إلى رسول الله r.
  • لقد كان جسد حضرة الزبير بن العوام رضي الله عنه مجدعا بالسيوف وقد قال حضرته: “أَمَا وَاللهِ مَا مِنْهَا جِرَاحَةٌ إِلا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ”.
  • كان عثمان والمقداد وعبد الله بن مسعود وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أوصوا إلى الزبير بن العوام t، فكان يحفظ أموالهم ويُنفق على أولادهم من ماله، لأنه كان ذا سعة فكان ينفق على أولادهم من ماله ولم يكن ينفق مالهم لكي يُفيدهم هذا المال في المستقبل.
  • ورد عن الزبير t أنه كان له ألف مملوك يؤدون الخراج، ما يدخل سنة من خراجهم درهم. كان يتصدق بالكل. قال مطيع بن الأسود: سمعت عمر بن الخطاب يقول: الزبير ركن من أركان الدين.
  • وحين واقعة الجمل طلب الزبير ابنه فَقَالَ: يَا بُنَيِّ إِنَّهُ لَا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلَّا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ، وَإِنِّي لَا أُرَانِي إِلَّا سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَـمِّي لَدَيْنِي يَا بُنَيِّ بِعْ مَالَنَا فَاقْضِ دَيْنِي. .. وإِنْ عَجَزْتَ عَنْهُ فِي شَيْءٍ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلَايَ، فسأل ابنه: يَا أَبَةِ مَنْ مَوْلَاكَ؟ قَالَ اللهُ، فَوَاللهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلَّا قُلْتُ يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ فَيَقْضِيهِ. فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْن والده قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا. قَالَ لَا وَاللَّهِ لَا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ بِالْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ. فَلَمَّا مَضَى أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ. وكان جميع مال الزبير خمسة وثلاثين مليون ومائتي ألف.

دوره حين بيعة سيدنا علي t:

حين استشهد سيدنا عثمان t، ورأى الصحابة الموجودون في المدينة أن الفتنة تتفاقم في المسلمين، أصرّوا على سيدنا عليّ t أن يأخذ البيعة من الناس. فأجبر على أخذ البيعة، حيث ظل يرفض تحمّل هذه المسؤولية في أول الأمر. وكان بعض أكابر الصحابة خارج المدينة في ذلك الوقت، بينما أُخذت البيعة من بعضهم جبرًا، مثل طلحة والزبير. ولما بايعا عليًا قالا: نبايعك على أن تقتصّ من قَتَلةِ عثمان t. ولكنهما لما رأوا أن عليًا t لا يسارع في القصاص من قَتَلَة عثمان، خلعا بيعته وذهبا إلى مكة.

دوره حين حرب الجمل:

عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ قُلْنَا لِلزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكُم؟ ضَيَّعْتُمْ الْخَلِيفَةَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُونَ بِدَمِهِ. قَالَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّا قَرَأْنَاهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}، ولَمْ نَكُنْ نَحْسَبُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ.

تمكّنتْ جماعةٌ مِن قَتَلَةِ عثمان t، مِن خداع عائشة رضي الله عنها وإقناعها بإعلان الجهاد ثأرًا له، بُغْيةَ الفتنة. فنادت رضي الله عنها بالجهاد ودعت الصحابة لنصرتها، فانضمّ إليها طلحة والزبير، وتقاتلَ جيش عليّ وجيش عائشة وطلحة والزبير. ولكن قبل بداية المعركة انسحب الزبير ممتنعًا عن القتال بعد أن سمع من عليّ نبوءة للنبي r تخصه “لتقاتلنه وأنت له ظالم”، ، واعترف بخطئه في اجتهاده حالفًا أنه لن يقاتل عليًّا. خرج الزبير قاصدا المدينة وفي الطريق واجه شخص يدعى ابن جرموز فقتله بخدعة، وقطع رأسه وأتى برأسه علي t وبينما كان يطلب الإذن بالدخول على سيدنا علي t قال سيدنا علي t: ” ليدخلْ قاتل بن صفية النار. سمعت رسول الله r يقول: إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير”.

ثم ذكر حضرته بعض المرحومين الذين صلى عليه صلاة الغائب: الحاجي إبراهيم مبايع الذي كان نائب أمير الجماعة في غامبيا وقد توفي في 10/8/2020م، إنا الله وإنا إليه راجعون. وُلد المرحوم في مدينة بانجول في 4/6/1944م، كان المرحوم من الأحمديين القدامى، كان ملتزما بالصلاة ومعتادا على صلاة التهجد ومشتركا في نظام الوصية أيضا بفضل الله تعالى. كان سباقا في التضحيات المالية دائما. لقد وُفِّق المرحوم للخدمة إلى مدة طويلة نائبا لأمير الجماعة الوطني، في مناصب مختلفة. وكان عضوا في اللجنة الإدارية لمدرسة: “مسرور” الثانوية. كان مدرِّسا مؤهّلا فخدم بصفته أستاذا في مختلف أنحاء البلاد. سافر إلى أميركا للدراسة العليا ثم عاد إلى بلاده وخدم البلد والملة. كان المرحوم يكنّ احترامًا كبيرًا للمسؤولين في الجماعة ولنظام الجماعة أيضا.

السيد نعيم أحمد خان ابن عبد الجليل خان نائب الأمير لكراتشي. إنا لله وإنا إليه راجعون.

لقد بدأ يخدم الجماعة في كراتشي ووفق للخدمة لفترة طويلة بصفته نائبًا لأمير الجماعة في كراتشي. إضافة إلى ذلك كان مديرًا لمؤسسة فضل عمر. وأدى خدماته كمحاسب في الهيئة الإدارية الأولى للرابطة الدولية للمعماريين والمهندسين الأحمديين، وظل يرأس فرعها في كراتشي لسنوات عديدة.

كانت أعماله اليومية مليئة بالطيبة والبساطة، وشغفه بالعبادة كان قد بلغ درجة يُغبَط عليها.

كانت الابتسامة تعلو شفتيه دومًا، ورغم مرضه كان يعتاد الحضور إلى المكتب، كما كان يعامل الواقفين بكل محبة واحترام عظيمين. كان مستعدًّا كل حين وآن لخدمة الدين، وظل محافظًا دومًا على علاقة الحب والإخلاص والوفاء مع الخلافة.

غفر له الله تعالى ورحمه ورفع درجاته ووفق أولاده لمواصلة العمل بحسناته.

السيدة بشرى بيغم زوجة المقاول المرحوم السيد ولي محمد، التي توفيت إثر صدمة قلبية في ألمانيا في 19 يوليو الفائت عن عمر يناهز74 عاما. إنا لله وإنا إليه راجعون.

كان جدها “ميان نظام الدين” من “نابها” صحابيًا للمسيح الموعود u. كانت مواظبة على صلاة التهجد والصلوات الأخرى، كما كانت مضيافةً ومعتنية بحوائج المحتاجين والمعوزين، وسباقة في التضحية المالية. كانت تحب الخلافة حبًّا عظيمًا وترتبط بها بعلاقة التقدير والاحترام. حفظت بعض أجزاء القرآن الكريم ظهرًا عن الغيب بمساعدة أولادها. كانت تهتم بالاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم على أم تي أيه وكانت بفضل الله منضمة إلى نظام الوصية. وغفر لها الله تعالى ورحمها، وأورث أولادها لأدعيتها.