مجموع أقوال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام عن العذاب والنجاة

يقول حضرته:

العذاب

أيُفتي العقل السليم أن الله، الذي هو الرحيم والكريم، يأخذ الغافلين في غفلتهم، ويُهلكهم بالسيف أو عذاب السماء، ولَمَّا يفهموا حقيقة الإسلام وبراهينه ولم يعلموا ما الإيمان ولا الدين؟…..

ثم اعلم أن غضب الله ليس كغضب الإنسان، وهو لا يتوجّه إلا إلى قوم قد تمّت الحجّة عليهم، وأزيلت شكوكهم، ودُفعت شبهاتهم، ورأوا الآيات ثم جحدوا مع استيقان القلب، وقاموا على ضلالاتهم مبصرين. والعجب من إخواننا أنهم يعلمون أن عذاب الله لا ينـزل على قوم إلا بعد إتمام الحجة، ثم يتكلمون بمثل هذه الكلمات”. (حمامة البشرى، ص 85)

النجاة

“ونعتقد أن النجاة في الإسلام واتباع نبينا سيّد الورى. وكل ما هو خلاف الإسلام فنحن بريّون منها، ونؤمن بكل ما جاء به رسولنا ﷺ وإن لم نعلم حقيقته العُليا. ومن قال فينا خلاف ذلك فقد كذب علينا وافترى. فاتقوا الله ولا تصدّقوا أقوال كل ضَنينٍ مَهين.. سعى إليّ كتِنِّينٍ، ومال إلى إكفاري بفَيلولةِ رأيه، واتّبع الهوى. واعلموا أن الإسلام ديني، وعلى التوحيد يقيني، وما ضل قلبي وما غوى. ومن ترك القُرآن واتّبع قياسًا.. فهو كرجل افتُرس افتراسًا.. ووقع في الوِهاد المهلكة، وهلك وفنى. والله يعلم إني عاشق الإسلام، وفداء حضرة خير الأنام، وغلام أحمد المصطفى”. (التبليغ، ص 14)

إن مدار النجاة تعليم القرآن، ولا يدخل أحد الجنة أو النار إلا من أدخله القرآن، ولا يبقى في النار إلا من قد حبسه كتاب الله، فاعتصموا بكتاب فيه نجاتكم وقوموا لله قانتين. وقد قال رسول الله ﷺ في آخر وصاياه التي تُوفي بعدها: خذوا بكتاب الله واستمسِكوا به، وأوصى بكتاب الله. وهذا الكتاب الذي هدى الله به رسولكم فخُذوا به تهتدوا. ما عندنا شيء إلا كتاب الله، فخذوا بكتاب الله. حسبكم القرآن. ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل. قضاء الله أحق. حسبنا كتاب الله. انظروا صحيح البخاري ومسلم، فإن هذه الأحاديث كلها موجودة فيهما، وقال صاحب “التلويح”: إنما خبر الواحد يُرَدّ مِن معارضة الكتاب. واتفق أهل الحق على أن كتاب الله مقدَّم على كل قول، فإنه كتاب أُحكمت آياته، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد حفظه الله وعصمه، وما مسّه أيدي الناس، وما اختلط فيه شيء من أقوال المخلوقين”. (حمامة البشرى، ص 110)

“ومن التعاليم الضرورية لكم هو أن لا تتخذوا القرآن الكريم مهجورًا، فإنّ لكم في القرآن وحده حياةً. مَن يُكرِم القرآنَ يُكرَم في السماء، ومَن يؤْثر القرآن على كل حديث وعلى كل قول سيُؤثَرُ في السماء. الآن لا كتابَ لبني نوع الإنسان على ظهر البسيطة إلا القرآن، ولا رسولَ ولا شفيعَ لبني آدم إلا محمد المصطفى ﷺ، لذلك فاجتهِدوا أن تصِلوا نبيَّ الجاه والجلال هذا بآصرة الحبّ الصادق، ولا تفضّلوا عليه سواه بأيّ شكل، لكي تُعَدّوا في السماء من زمرة الناجين”. (سفينة نوح، الخزائن الروحانية، مجلد 19 ص 13-14)

“(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).. أي أن أفضلَ الناس مَن يتفانون في ابتغاء مرضاة الله تعالى، ويشترون رضوانه بنفوسهم؛ وهؤلاء هم الذين تشملهم رحمةُ الله. وكذلك فمن حاز درجة الروحانية حقًا ضحى بنفسه في سبيل الله تعالى.

يقول الله في هذه الآية إنما ينال النجاةَ من كل الآلام مَن يبيع نفسه في سبيلي ونيل مرضاتي، ويُثبِت ببذل نفسه أنه صار لله تعالى، ويرى أنه لم يُخلق إلا لطاعة الله وخدمة المخلوق. ثم يأتي بالحسنات الحقيقية التي تتعلق بكل ملكة من ملكاته.. برغبةٍ وشوقٍ، وحضورِ قلبٍ.. وكأنما هو ناظرٌ في مرآةِ طاعتِه إلى حبيبه الحقيقي.. حتى إن إرادته تنطبع بإرادة الله، وتنحصر لذتُه كلُّها في طاعته، وتصدر عنه جميعُ الأعمال الصالحات على سبيل اللذة لا بمشقة.

هذه هي الجنّة الحاضرة التي يحظى بها الإنسان الرباني فورا. وأما جنّة الآخرة فما هي في الحقيقة إلا آثار هذه الجنّة الحاضرة وأظلالها، وسوف تمثِّلها القدرة الإلهية في العالم الثاني عيانًا في صورةٍ حيَّةٍ محسوسة. وإلى هذا المعنى أشار الله عز وجل إذ قال: (ولمن خاف مقامَ ربِّه جنتانِ)”. (فلسفة تعاليم الإسلام ص 79-80)

“وتذكّروا أنّ النجاة ليست بشيء يظهر بعد الموت وإنما النجاة الحقيقية هي تلك التي تُري لمعانها في هذه الحياة الدنيا. ألا من هو الناجي؟ هو ذاك الذي يوقن بأن الله حق، وأَن محمّدا ﷺ شفيع بينه وبين الخلق كله، وأن لا مثيلَ له ﷺ مِن الرسل، ولا مثيلَ للقرآن من الكتب تحت أديم السماءِ، وأنه تعالى لم يشأ لأحد أن يخلد إلى الأبد، إلاّ أنّ هذا النبي المصطفى حيّ إلى أبد الآبدين، وقد مهّد تعالى لحياته ﷺ الأبدية إذ جعل إفاضته التشريعية والروحانية مستمرةً إلى القيامة”. (سفينة نوح، الخزائن الروحانية، مجلد 19 ص 14)

“والحق أقول لكم إن مَن يُعرض عن أصغر أمر من أوامر القرآن السبعمئة فإنه بيده يسدّ على نفسه باب النجاة. إن القرآن قد فتح سبل النجاة الحقيقية والكاملة، أما ما سواه فليس إلاّ ظلاًّ له”. (سفينة نوح، الخزائن الروحانية، مجلد 19 ص 26)

“فالحاصل أن النجاة من الذنوب لا يمكن إلا برؤية الله بأصفى التجليات، ولا يتحقق هذا المقام لأحد إلا برؤية الآيات”. (مواهب الرحمن، ص 45)

“الصراط المستقيم هو الإسلام فحسب، وليس تحت السماء الآن سوى نبي واحد وكتاب واحد.. أي محمد المصطفى ﷺ – الذي هو أعلى وأفضل من جميع الأنبياء، وهو أتم وأكمل من جميع الرسل، وهو خاتم الأنبياء وخير الناس، الذي بفضل اتّباعه يصل الإنسان إلى الله وترتفع حجب الظلام، وتظهر آثار النجاة الحقيقية في هذا العالم – والقرآن الكريم الذي يتضمن الهداية الحقة والكاملة والتأثيرات الصادقة والذي بواسطته تُنال العلوم الإلهية والمعارف الروحانية وتتطهر القلوب من الشوائب البشرية ويتخلص الإنسان من شبهات الجهالة والغفلة ويصل إلى مرتبة حق اليقين”. (براهين أحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية مجلد 1 ص 557-558 الحاشية على الحاشية رقم 3)

“الحالة الثالثة التي وضعها الله تعالى لتقدم الإنسان روحانيًا هي أن يتفانى في حب خالقه ورضوانه ويصبحَ وجوده كليةً لله وحده. وتذكيرًا بهذه المرتبة سمى الله دين المسلمين باسم الإسلام.. لأن الإسلام معناه أن يكون الإنسان كله لله، ولا يبقي لذاته من شيء، كما يقول الله جل جلاله: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).. أي أنّ النّاجي هو ذلك الإنسان الذي ضحّى بنفسه في سبيل الله تعالى، وأثبت صدقه ليس بالنيّة فقط بل بالأعمال الصّالحة. ومن فعل ذلك فقد وجب أجره عند الله، وكان من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 13)

“إذا كان هناك شخص لم تقم الحجة عليه في علم الله تعالى فأمره إلى الله، ولسنا لنتدخل في ذلك. وأما الذين جهلوا أمر الإسلام تماما وماتوا كالصغار الذين يموتون قبل سن الرشد أو المجانين أو الذين يسكنون في أرض لم تصل إليها دعوة الإسلام فهم معذورون”. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 187-188)

“وإن قلتم: ماذا تقول في نجاة الذين لم يصل إليهم كتاب إلهامي؟ قلنا: إذا كان هؤلاء همجيين لا يعقلون شيئا فإنهم لا يحاسبون على شيء، ويجري عليهم ما يجري على المجانين ومسلوبي الحواس. ولكن الذين يتمتعون بشيء من العقل والشعور فإنهم يحاسَبون بقدر عقولهم وشعورهم”. (براهين أحمدية، الخزائن الروحانية، مجلد 1 ص 203)

About مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

View all posts by مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام