في أواخر عام 2011 عندما كان العالم يشير إلى بداية وقوع خطر عالمي نتيجة صراعات الأمم والتسابق إلى مصالحها، بدأ امير المؤمين بالكتابة إلى رؤساء العالم يذكرهم بضرورة السلام وترك المصالح الخاصة وتقديم مصلحة العالم على المصالح الشخصية، كما تعتبر الرسائل دعوة للتفكير في عواقب الاعمال. فيما يلي الرسائل التي كتبها حضرته، يمكن الضغط على الروابط التالية للإنتقال السريع إلى الرسائل:

رسالة إلى قداسةِ البابا بنديكت السادس عشر

رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي

رسالة إلى رئيس جمهورية إيران الإسلامية

رسالة إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية

رسالة إلى رئيس وزراء كندا

رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية  السعودية

رسالة إلى رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية

رسالة إلى رئيس وزراء المملكة المتحدة

رسالة إلى مستشارة ألمانيا

رسالة إلى رئيس الجمهورية الفرنسية

رسالة إلى ملكة المملكة المتحدة والكومنولث

رسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية


رسالة إلى قداسةِ البابا بنديكت السادس عشر

بسم الله الرحمن الرحيم             نحمده ونصلى على رسوله الكريم           وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله  ورحمته- هو الناصر

     لندن في

31 أكتوبر 2011

إلى قداسةِ البابا بنديكت السادس عشر

السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

بصفتي إمامَ الجماعةِ الإسلاميةِ الأحمديةِ العالميةِ أنقلُ إلى قداسة البابا رسالةَ القرآنِ الكريمِ: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ).

يتعرضُ الإسلامُ في هذه الأيامِ لتهمٍ سخيفة تحت مرأى العالمِ ومسمعِه. والذين يثيرونها لا يدرسونَ تعاليمَه الحقيقيةَ. وللأسفِ الشديدِ فإنّ بعضَ الجماعاتِ الإسلاميةِ المغرضةِ تقدِّمُ صورةً مشوهة للإسلامِ مختلفةً تماما عن صورتهِ الحقيقيةِ. ونتيجةً لذلك قد تلاشت الثقةُ من قلوبِ شعوبِ الدولِ الغربيةِ والشعوبِ غيرِ المسلمةِ تجاه المسلمينَ بحيث بدأ المثقفون أيضا يوجّهون إلى مؤسسِ الإسلامِ الرسولِ الكريمِ محمدٍ ﷺ تهمًا لا أساسَ لها من الصحةِ.

مما لا شك فيه أنّ كلَّ دينٍ يهدفُ إلى تقريبِ الإنسانِ إلى الله تعالى وإرساءِ دعائم القيمِ الإنسانية، ولم يعلّم أيٌّ من مؤسّسي الأديان أتباعَه الاعتداءَ على حقوقِ الآخرين أو ظلمِهم. لذا ينبغي ألا تُستغَلَّ تصرفاتُ القلةِ من المسلمينِ المضَلَّلين ذريعةً لمهاجمةِ الإسلامِ ومؤسسِه الكريمِ ﷺ. فقد علّمَنا الإسلامُ احترامَ أنبياءِ جميعِ الأديانِ، وهذا هو السببُ وراءَ ضرورةِ إيمان المسلمِ بجميعِ الأنبياءِ المذكورينَ في الكتابِ المقدسِ أو في القرآنِ الكريمِ، بمن فيهم المسيحُ ؏.

إننا خدام متواضعون للرسولِ الكريمِ محمدٍ ﷺ، لذا يحزننا كثيرًا الهجماتُ على نبينا الكريمِ ﷺ، ولكننا نردُّ عليها باستمرارٍ من خلال تقديمِ سيرتِه الطيبةِ إلى العالمِ والكشفِ عن المزيدِ من تعاليمِ القرآنِ الكريمِ الجميلةِ.

إِنْ لم يتّبع معتنقُ ديانةٍ ما تعاليمها بصورةٍ صحيحةٍ مع ادّعائِه الالتزام بِها، فلا يجوزُ أن ننسبَ الخطأَ للديانةِ بل إلى المخطئ.  إن معنى كلمة “الإسلام” هو السلامُ والمحبةُ والأمنُ، وإن مسألةَ عدمِ الإكراهِ في الدينِ أمرٌ واضحٌ أكّده القرآنُ الكريمُ ورسَّخَه، فهو يعلِّمنا المحبةَ والمودةَ والسلامَ والتصالحَ وروحَ التضحيةِ. ويؤكدُ القرآنُ الكريمُ مرارًا وتكرارًا أن من لا ينتهجُ سبل التقوى يُطرد من رحمة الله، وأنه بعيدٌ كل البعد عن تعاليم الإسلام. وبالتالي إذا صوّر أيُّ شخصٍ الإسلامَ على أنه دينُ تطرفٍ وعنفٍ وأنه دينٌ مليءٌ بتعاليمِ سفكِ الدماءِ، فهذا تصورٌ لا علاقةَ له بالإسلامِ الحقيقي.
الجماعةُ الإسلاميةُ الأحمديةُ تمارسُ الإسلامَ الصحيحَ فقط، وكلُّ ما تقومُ به وتقدّمه من خدماتٍ فهو لابتغاء مرضاةِ الله ﷻ فحسب. وكلما كانت كنيسةٌ أو أيُّ دارِ عبادةٍ أخرى بحاجةٍ إلى حماية، فسوف نقفُ متكاتفين دفاعًا عنها، وإنْ صعد صدى أيّةِ رسالةٍ من مساجدنا فلن يكون إلا قولنا: “الله أكبر” وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا ﷺ رسول الله.
إنَّ العاملَ الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تدميرِ السلامِ في العالمِ هو أنَّ بعضَ الأشخاصِ يظنون أنهم أذكياءُ ومثقفون وأحرارٌ، لذا يحقُّ لهم الاستهزاءُ والسخريةُ من مؤسسي الأديان. والحق أنه للحفاظِ على السلامِ في المجتمعِ لا بد من إزالةِ كلِّ مشاعرِ العداءِ من قلوبِ الناسِ، ليزدادَ التسامحُ فيما بينهم. هناك حاجةٌ ماسةٌ للوقوفِ للدفاعِ عن احترام أنبياء كل الأديان. فالعالمُ يمرُّ اليومَ بحالة اضطرابٍ وعدمِ ارتياح، ولإزالة هذا القلق والخوف يجب خَلْق جوٍّ من المحبة والمودة، وأن ننقل رسالةَ المحبةِ والسلامِ لمن حولنا، وأنْ نتعلمَ العيشَ بانسجامٍ أكبرَ من أي وقتٍ مضى وبطريقةٍ أفضلَ من ذي قبل، وأن نرسِّخ القيمَ الإنسانيةَ.
تندلعُ الحروبُ في العالم اليوم على نطاقٍ ضيّقٍ، بينما تدّعي القوى العظمى في أماكن أخرى أنها تحاولُ إحلالَ السلام. ولم يعد سرًا أنه يقال لنا في الظاهر شيءٌ، بينما تتمّ الترتيباتُ والمخططاتُ الحقيقيةُ سرًّا وراء الكواليس السياسية. والسؤالُ الذي يطرحُ نفسه في هذا المقامِ هو: هل يمكنُ إحلالُ السلامِ في العالمِ في مثل هذه الظروف؟ مع الأسف فإننا إنْ درسنا الظروفَ الراهنةَ في العالم عن كثب فسنجدُ أن أساسَ حربٍ عالميةٍ أخرى قد وُضع مسبقا. ولو تمَّ اتّباعُ مسارِ العدالةِ بعدَ الحربِ العالمية الثانية لما شهدنا الوضعَ الحالي في العالم بحيث يحيقُ به لهيب الحرب. ولأن العديد من بلدان العالمِ تملك اليوم الأسلحةَ النووية، ونجد الأحقادَ والعداواتِ في تزايدٍ مستمر، فقد أصبح العالمُ على حافة الدمار. ولو استُخدمتْ أسلحة الدمار الشامل، فإن الأجيال القادمة لن تسامحنا على ما ستسببه من العاهاتِ الدائمةِ التي ستلحقُ بها. لا زال هناك وقتٌ أمامَ العالمِ لإيلاءِ اهتمامٍ خاصٍ لحقوقِ الخالقِ ﷻ وحقوقِ مخلوقاتِه.
أعتقد أن أهم ما علينا فعله الآن بل الأمر البالغُ الأهمية هو أن نكثفَ جهودَنا عاجلًا لإنقاذ العالم من هذا الدمارِ بدلًا من التركيزِ على تقدمِ العالم. هناك حاجةٌ ملحةٌ للبشريةِ لمعرفة خالقِها U، لأن هذا هو الكفيلُ الوحيد لبقاءِ البشريةِ، وإلا فإنَّ العالمَ يتحركُ بسرعةٍ نحو تدمير نفسه. فإنْ أراد الإنسانُ اليومَ النجاحَ في إرساء دعائمِ السلامِ فعلًا، فعليه أن يحاولَ السيطرةَ على الشيطان بداخله بدلًا من البحث عن أخطاءِ الآخرين. على المرءِ أن يقدم مثالًا رائعًا للعدالة بالقضاء على شرور نفسه. وأذكّرُ العالمَ باستمرارٍ أنّ هذه العداواتِ المفرطةِ تجاه الآخرين تجتثُّ القيمَ الإنسانية كليا، وبالتالي تقود العالم نحو الإبادة.
ولما كان لصوتكم تأثير ونفوذ في العالم، فإنني أهيب بكم أن تبلّغوا العالم وعلى نطاق واسع بأنّ وَضْعَ العراقيلِ في طريقِ التوازنِ الطبيعي الذي خلقه اللهُ تعالى، يدفعهم بسرعة نحو الفناء. هناك حاجة ملحة لنقلِ هذه الرسالةِ على نطاقٍ أوسعَ مِن أي وقتٍ مضى وباهتمامٍ أكبرَ بكثير.
إن جميع الديانات في العالم بحاجةِ إلى الانسجامِ والوئامِ الديني، وجميع شعوبِ العالمِ بحاجة إلى خلق روحِ المودةِ والمحبَّةِ والأخوة المتبادلة.
أدعو الله أن يوفقنا لأن نعيَ جميعًا مسئولياتِنا ونشعرَ بدورنا في إرساءِ السلامِ والمحبة، ومعرفةِ خالقِنا U. إننا ندعو دائما خلالَ صلاتِنا ونتضرَّعُ إلى الله تعالى أن يجنّبنا هذا الدمارَ العالمي المحدِق بنا. آمين.
المخلص
ميرزا ​​مسرور أحمد
خليفة المسيح الخامس
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية


رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي

بسم الله الرحمن الرحيم             نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله  ورحمته- هو الناصر

       لندن في

  26/02/2012

السيد بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قد بعثت إلى رئيس الدولة السيد شمعون بيريس قبل أيام رسالة فيما يتعلق بالوضع العالمي الذي لا يبشر خيرا.

حيث إن التطورات في هذا الأمر متلاحقة ومقلقة، ورأيت من المناسب أن أشرككم بندائي هذا، لوقوفكم على رأس متخذي القرار في بلادكم.

إن تاريخ شعبكم مرتبط بالوحي والنبوة ارتباطًا كبيرا، بل قد أثبت التاريخ أن الأنبياء في بني إسرائيل قد تنبأوا بشكل دقيق عن مستقبل شعبكم، وكان الانحراف عن توجيهات الأنبياء والغفلةُ عن هذه النبوءات سببًا فيما تعرّضَ له هذا الشعب من صعوبات وكوارث. وكان من الممكن تجنُّب كثير من الكوارث لو وُفِّق قادة شعبكم لطاعة هؤلاء الأنبياء. لذلك فلعله من الأنسب لكم أن تركّزوا على هذه الأنباء والتوجيهات أكثر من غيركم.

وبصفتي خليفةً للإمام المهدي الذي هو خادم النبي  الذي بُعث رحمةً للعالمين، والذي بُعث في إخوة بني إسرائيل لبني إسرائيل مثيلاً لموسى (التثنية 18:18)، فمن واجبي أن أنقل رسالة الله لكم آملاً أن تكونوا من السعداء الذين يستجيبون لنداء ربهم وينجحون في تلمُّس طريقهم بناءً على هدي الله الذي بيده ملكوت السماء والأرض.

نسمع في هذه الأيام في الأخبار أنكم تُعدّون للهجوم على إيران، ولكني أرى أن النتائج المروعة للحرب العالمية الثانية ماثلة أمام أعينكم حتى اليوم، إذ راح ضحيتها الملايين من الناس، إلى جانب مئات الآلاف من اليهود أيضا. ومِن واجبكم كرئيس حكومة،  أن تعملوا على حماية أرواح شعبكم، لأن الأوضاع المتغيرة في العالم تدلّ على أن الحرب الآن لن تبقى بين دولتين، بل سوف يتكتّل العالم في كتلتين مضادتين، وهناك خطر كبير لنشوب حرب عالمية أخرى تشكّل خطرًا على كل يهودي ومسيحي ومسلم، وستبدأ سلسلة طويلة من إبادة الناس وهلاكهم، وتُسفر هذه الحرب عن خلق أجيال من المعوّقين والمشوَّهين، لأن هذه الحرب ستكون نوويةً حتمًا.

لذا ألتمس منكم أن تبذلوا كل ما في وسعكم لتجنُّب الحرب بدلاً من دفع العالم إليها، وتسعوا جاهدين لحلّ المشاكل بالمفاوضات بدلاً من القوة، لكي لا نُهدي لأجيالنا القادمة إعاقاتٍ أو تشويهات، بل نُهدي لها مستقبلاً مشرقا.

أحاول الآن إيضاح قصدي على ضوء ما ورد في تعاليم كتبكم، إذ ورد في المزامير:

“لا تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلا تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ. اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ. اسْكُنِ الأَرْضَ وَارْعَ الأَمَانَةَ. وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ، فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ. سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي، وَيُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ بِرَّكَ، وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهِيرَةِ. انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ، وَلا تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ، مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ. كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ، وَاتْرُكِ السَّخَطَ، وَلا تَغَرْ لِفِعْلِ الشَّرِّ، لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ، وَالَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ الرَّبَّ هُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. بَعْدَ قَلِيلٍ لا يَكُونُ الشِّرِّيرُ. تَطَّلِعُ في مَكَانِهِ فَلا يَكُونُ. أَمَّا الْوُدَعاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ في كَثْرَةِ السَّلامةِ.” (اَلْمَزَامِيرُ 37 : 1-11)

وكذلك ورد في التثنية: “لا يَكُنْ لَكَ في كِيسِكَ أَوْزَانٌ مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ. لا يَكُنْ لَكَ فِي بَيْتِكَ مَكَايِيلُ مُخْتَلِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَصَغِيرَةٌ. وَزْنٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لَكَ، وَمِكْيَالٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لَكَ، لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ عَمِلَ ذلِكَ، كُلَّ مَنْ عَمِلَ غِشًّا، مَكْرُوهٌ لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ.” (التَّثْنِيَة 25 : 13-16)

لذا من واجب حكّام العالم عمومًا، وواجبِكم خصوصًا أن تتخلّوا عن فكرة السيطرة والتسلط بالقوّة، ولا تتسبّبوا في ظلم المستضعفين، بل عليكم أن تسعوا لنشر العدل والسلام وتدْعوا إليهما، فإن هذا سوف يضمن لكم السلام والصيت الحسن في العالم، كما يضمن السلام العالمي.

أدعو الله تعالى أن يوفقكم أنتم وغيركم من الحكام لتتفهموا ما أقول، وأن تراعوا مكانتكم وتؤدوا واجبكم. آمين.

باحترام

مرزا مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية


رسالة إلى رئيس جمهورية إيران الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم        نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله  ورحمته- هو الناصر

   لندن في

7/3/2012

فخامة محمود أحمدي نجاد رئيس جمهورية إيران الإسلامية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في ضوء الوضع الخطير الذي تشهده الساحة العالمية، أرى من الضروري أن أكتب إليكم بصفتكم رئيسا لجمهورية إيران الإسلامية، وبيدكم زمام اتخاذ القرارات التي يمكن أن تؤثر سلبا في بلدكم بصفة خاصة والعالم بأسره بصفة عامة. يشهد العالم حاليا موجة من الاضطراب وعدم الاستقرار، وقد اندلعت حروب على مستوى صغير في بعض الأماكن، وفي أماكن أخرى نرى القوى العظمى قد تدخلت وتتظاهر بأنها تعمل على إحلال السلام. وقد تورطت كثير من الدول في هذه المأساة إما معارِضةً أو مساندة لدول أخرى، وفي هذا الخضم لم تُراعَ متطلبات العدل المطلق، وبالتالي وبكل أسف نرى أن فتيل حرب عالمية ثالثة قد أُشعِل، خصوصا أن الدول الصغيرة والعظمى لديها قدرات نووية فتاكة. وفي ظل اشتعال الأحقاد والضغائن فيما بينها نرى أن هذه الحرب حتمية وتبدو شاخصة أمام أعيننا.

وكما تعلمون فإن توفر هذه الأسلحة يعني أن الحرب العالمية الثالثة سوف تكون حربا نووية فتاكة لا يحمد عقباها وستؤدي إلى كارثة ذات عواقب طويلة المدى ستسبب في ولادة أجيال ذات عاهات وإعاقات.

إن إيماني الراسخ واتباعي الكامل للنبي الكريم ﷺ الذي أرسله الله عز وجل رحمة للعالمين لإحلال السلام في العالم، يفرض عليَّ أن أتصدى لهذا المصير الفتاك. وحيث إن إيران لديها قوة لا يُستهان بها عالميا، فلقد أصبح لزاما عليها أن تلعب دورها لمنع وقوع الحرب العالمية الثالثة. إن القوى العظمى تتصرف بدون أدنى شك بمعايير مزدوجة. ولقد تسببت مظالمهم في انتشار الاضطراب وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المعمورة. ومع ذلك لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن بعض الجماعات الإسلامية تتصرف بشكل غير لائق يتعارض مع تعاليم الإسلام. وقد استغلت القوى العظمى هذا التصرف واستعملته ذريعةً لتحقيق مآربها ومصالحها مستغلة الدول الإسلامية الفقيرة. وبالتالي، فإنني أطلب منكم مرة أخرى، أن تركزوا كل جهودكم وطاقتكم في سبيل إنقاذ العالم من الحرب العالمية الثالثة.

لقد علمنا الله عز وجل في القرآن الكريم أنه إذا كان للمسلمين أي عداوة مع بلد آخر فيجب علينا أن نتصرف وفق العدل المطلق، حيث يعلمنا عز وجل في سورة المائدة:

وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ (الآية: 5)

وفي نفس السورة نجد التعليم التالي للمسلمين:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ  (الآية: 9)

وبالتالي يجب علينا أن لا نعادي دولة أخرى بناء على عداوات قديمة وبغضاء وكراهية. أنا أعرف أن إسرائيل تجاوزت كل الحدود ووجهت كل أنظارها تجاه إيران. فمن حقكم أنه إذا هاجمتكم أي دولة أن تدافعوا عن أنفسكم. ومع ذلك يجب أن تُحل الخلافات قدر المستطاع من خلال المفاوضات والوسائل الدبلوماسية.

بكل تواضع أقدم لكم طلبي هذا راجيا أن تلجؤوا للحوار لحل النـزاعات بدلا من استخدام القوة. إن السبب الذي فرض عليَّ تقديم هذا الرجاء هو أنني من أتباع ذلك الشخص المختار من الله عز وجل الذي بُعث في هذا العصر خادما صادقا للنبي محمد ﷺ والذي أعلن أنه المسيح الموعود والإمام المهدي. ومن أهم مهامه جلب الناس إلى خالقهم وتقريبهم منه عز وجل وإقامة حقوق الناس بالطريقة التي علمنا إياها سيدنا محمد المصطفى ﷺ الذي أرسله الله رحمة للعالمين.

ندعوه عز وجل أن يُوفق الأمة لفهم فحوى هذه التعاليم الجميلة.

والسلام

المخلص

مرزا مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية


رسالة إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية

بسم الله الرحمن الرحيم         نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله  ورحمته- هو الناصر

    لندن في

 8/3/2012

فخامة باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية البيت الأبيض، واشنطن

 عزيزي السيد الرئيس

في ضوء حالة القلق الفظيعة التي يشهدها العالم، أرى من الضروري أن أكتب إليكم بصفتكم رئيسا لدولة عظمى؛ الولايات المتحدة الأميركية، وفي يدكم سلطة صنع القرارات التي تؤثر في بلدكم بصفة خاصة وباقي دول العالم بصفة عامة.

تشهد الساحة العالمية حاليا حالة اضطراب وعدم استقرار، حيث اندلعت بعض الحروب على نطاق صغير في بعض المناطق. ولسوء الحظ نجد أن القوى العظمى قد فشلت فشلا ذريعا في إحلال السلام في المناطق التي تشهد الصراعات، بخلاف الآمال المعلقة عليها.

نرى أن معظم دول العالم اليوم قد تورطت في هذه الصراعات؛ إما بدعم أو معارضة الأطراف المتنازعة، ويحدث كل هذا في غياب العدل المطلق. ومن دواعي الأسف الشديد أننا نلاحظ من خلال هذه الظروف الشنيعة أن حجر أساس حرب عالمية أخرى قد وُضع. وإن امتلاك بعض الدول الصغيرة والعظمى لقدرات نووية قد ساهم في تضخيم العداوة والضغينة بينها. ومن خلال هذا المأزق تلوح أمام أعيننا شرارات اندلاع الحرب العالمية الثالثة بصورة مؤكدة. وبلا شك أن الأسلحة النووية ستُستعمل في هذه الحرب مما سيتسبب في خسائر جسيمة على وجه الأرض. فلو اتُبع مسار الإنصاف والعدالة بعد الحرب العالمية الثانية لما وجد العالم نفسه اليوم تحاصره ألسنة لهيب الحرب مرة أخرى.

وكما ندرك جميعا أن السبب الرئيس الذى تسبب في الحرب العالمية الثانية هو فشل عصبة الأمم  إلى جانب الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت في مطلع سنة 1932. وتفيد تقارير خبراء الاقتصاد أن هنالك العديد من أوجه الشبه بين الحالة الاقتصادية الراهنة وتلك لسنة 1932.

وها نحن اليوم نشهد أن تردي الحالة السياسية والاقتصادية قد أدى إلى حروب بين دول صغيرة وإلى نزاعات وخلافات واضطرابات داخلية في تلك الدول. ولا شك أن هذه الحالة ستؤدي في نهاية المطاف إلى استلام قوى صاعدة مقاليد الحكم، مما سيؤدي إلى حرب عالمية.

إن لم تحل النـزاعات بين البلدان الصغيرة من خلال المفاوضات السياسية والدبلوماسية سيتم تشكيل تكتلات وتجمعات جديدة في العالم. ودون أدنى شك ستصبح أساس اندلاع حرب عالمية ثالثة.

 وبالتالي -وبدلا من التركيز على التقدم والازدهار في العالم- أعتقد أن الحري بنا بل لزاما علينا أن نكثِّف جهودنا لإنقاذ العالم من دمار محتم. هنالك حاجة ماسة للبشرية إلى معرفة الإله الواحد.. خالق هذا الكون، لأن هذا هو الضمان الوحيد لبقاء البشرية، وإلا فإن العالم متوجه بسرعة في اتجاه التدمير الذاتي.

رجائي لكم ولكل قادة العالم هو أن تستخدموا الدبلوماسية والحوار والحكمة بدلا من استخدام القوة لقمع الدول. القوى العظمى في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكة على أن تلعب دورها في إحلال السلام.

يجب على القوى العظمى في العالم، مثل الولايات المتحدة أن تلعب دورها من أجل إحلال السلام، ولا ينبغي أن تستغل سوء تصرف البلدان الصغيرة ذريعةً لزعزعة انسجام العالم. الأسلحة النووية ليست حاليا حكرا على الولايات المتحدة الأميركية والدول العظمى الأخرى بل هنالك بلدان أصغر نسبيا تمتلك أسلحة الدمار الشامل؛ حيث إن بعض قادة هذه البلدان يسعدهم الضغط على الزناد دون تفكر أو تمعن.

لذا أتقدم لكم وبكل تواضع أن تبذلوا قصارى جهدكم لتجنيب القوى الكبرى والصغرى من الخوض في حرب عالمية ثالثة.

يجب أن لا ينتابنا شك في أنه إذا فشلنا في هذه المهام فإن آثار مثل هذه الحرب وعواقبها لن تقتصر على الدول الإفريقية والأوروبية والأميركية الفقيرة، وإنما سوف يلحق الضرر بالبشرية كافة وستتحمل الأجيال المقبلة تلك العواقب المروعة لأعمالنا حيث سيولدون معوقين ومشوهين. ولن يغفروا لآبائهم الذين قادوا العالم إلى كارثة عالمية.

علينا أن نفكر في مصالح أجيالنا القادمة ونسعى لصنع مستقبل مشرق لهم بدلا من أن نبالي فقط بمصالحنا. أدعو الله أن يوفقكم وجميع القادة في العالم أن تفقهوا رسالتي هذه.

باحترام

مرزا مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية


رسالة إلى رئيس وزراء كندا

بسم الله الرحمن الرحيم             نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله  ورحمته- هو الناصر

     لندن في

08/03/ 2012

السيد ستيفن هارب ررئيس وزراء كندا، أوتوا، أونتاريو

عزيزي رئيس الوزراء

على ضوء الأحوال المتردية التي تتطور في العالم، فقد شعرت من واجبي أن أكتب إليكم، بصفتكم رئيس وزراء كندا وتمتلكون زمام السلطة لاتخاذ القرار، مما سيؤثر على مستقبل بلادكم  وكذلك العالم بأسره. في الوقت الحالي هنالك الكثير من التشاحن والاضطراب في العالم، وقد نشبت حروب محدودة النطاق في بعض المناطق، وللأسف، فإن القوى العظمى لم تكن ناجحة كما ينبغي في جهودها من أجل إحلال السلام في هذه المناطق التي تشهد الصراعات. وبشكل عام، فإننا نجد أن كل دولة من الدول تقريبا مساهمة في أنشطة الدعم أو المعارضة لدول أخرى؛ ولكنهم لا يحققون متطلبات العدل. ومع شديد الأسف فإننا إذا لاحظنا الظروف الراهنة الآن في العالم، فسنجد أن الأساس لحرب عالمية أخرى قد وضع. وبما أن هنالك العديد من الدول الكبيرة والصغيرة تمتلك أسلحة نووية، فإن الأحقاد والمشاحنات والعداء تتزايد بين الدول. وفي مأزق كهذا، فإن حربا عالمية ثالثة هي على وشك أن تلوح في الأفق. سوف تُستخدم في حرب كهذه أسلحة نووية، وهكذا فإننا نشهد أن العالم يسير نحو دمار مرعب. ولو كانوا عملوا بالعدل والمساواة بعد الحرب العالمية الثانية لكان من الممكن ألا نشهد هذا الوضع في العالم اليوم حيث أصبح العالم محاصرا بألسنة لهيب الحرب من جديد.

وكما نعلم جميعا، فإن الأسباب الرئيسة التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية كانت فشل عصبة الأمم وكذلك الأزمة الاقتصادية التي بدأت في عام 1932. واليوم، فإن كبار الاقتصاديين يقولون إن هنالك مشابهات عديدة بين الأزمة الاقتصادية الحالية وتلك التي كانت في عام 1932. إننا نشهد أن المشاكل السياسية والاقتصادية قد دفعت مجددا إلى حروب بين دول صغيرة، وكذلك إلى اضطرابات وقلاقل داخلية بدأتْ تنتشر داخل الدول. وهذا سيؤدي في النهاية إلى صعود قوى معينة إلى سدة السلطة، مما سيؤدي بنا إلى الحرب العالمية. فإذا لم يقوموا بمعالجة الصراعات في داخل الدول الصغيرة من خلال السياسة والدبلوماسية، فإن هذا سيؤدي إلى تكتلات جديدة وتجمعات في العالم، وهذا سيكون أول خطوات بداية الحرب العالمية الثالثة. وهكذا، فإنني أرى أن أهمّ وأكبر ما تمسّ إليه الحاجة الآن، هو أن نسرع من جهودنا لإنقاذ العالم من هذا الدمار المحدق به، عوضًا عن التركيز على تقدم العالم. هنالك حاجة عاجلة للبشرية أن تعرف إلهها الواحد، الذي هو خالقنا، لأن هذه هي الضمانة الوحيدة لبقاء البشرية؛ وإلا فإن العالم سيستمر في الانحدار بسرعة نحو تدمير نفسه.

إن كندا تعتبر على نطاق واسع واحدةً من أكثر الدول عدالة في العالم. إن بلادكم عادة لا تتدخل في المشاكل الداخلية للبلدان الأخرى، وكذلك، فإننا، نحن الجماعة الإسلامية الأحمدية، لدينا روابط خاصة من الصداقة مع شعب كندا، ولهذا، فإنني أناشدكم أن تبذلوا كل ما في وسعكم من أجل منع القوى الكبيرة والصغيرة من دفعنا نحو حرب عالمية ثالثة مدمرة.

إنني أناشدكم، كما أناشد كل زعماء العالم وقادته، بأنه عوضًا عن استخدام القوة في قمع الدول الأخرى، فإن من الواجب استخدام الطرق الدبلوماسية والحوار والحكمة. إن القوى الرئيسة في العالم مثل كندا، ينبغي أن تلعب دورها نحو إحلال السلام وإرسائه. ينبغي عليهم ألا يتخذوا من أفعال الدول الصغيرة حجة من أجل الإخلال بسلام العالم وانسجامه. وحاليا، فإن الأسلحة النووية ليست حكرًا على القوى الرئيسة في العالم، بل إن دولاً صغيرة نسبيا تمتلك الآن أسلحة الدمار الشامل هذه؛ والقادة الذين في سدّة السلطة في تلك الدول يُسعدهم غالبًا أن يضغطوا على الزناد غيرَ مبالين بالعواقب. لذلك فإنني أناشدكم أن تستخدموا كل طاقتكم وتبذلوا كل جهودكم لمنع وقوع حرب عالمية ثالثة. ينبغي أن لا يكون لدينا أدنى شك في أننا لو فشلنا في هذه المهمة فإن الآثار والعواقب لحرب كهذه لن تكون محدودة بالدول الفقيرة في آسيا أو أوروبا أو أمريكا؛ ولكن أجيالنا المستقبلية سوف تتحمل العواقب المرعبة لهذه الأعمال وسوف يولد أطفال مشوهون ومعاقون في العالم بأسره، ولن يسامح هؤلاء أسلافَهم الذين دفعوا العالم نحو كارثة عالمية. وبدلاً من أن نركز على اهتماماتنا ومصالحنا الضيفة، فإنه ينبغي علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أجيالنا القادمة وأن نكافح من أجل توفير مستقبل مشرق لهم. أسأل الله تعالى أن يوفقكم أنتم وجميع قادة العالم، لاستيعاب هذه الرسالة.

المخلص

مرزا مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي ؏

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية


رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية  السعودية

بسم الله الرحمن الرحيم          نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله ورحمته –  هو الناصر

      لندن في

 28/03/2012

خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرّني أن أتوجّه إلى جلالتكم بخطابي هذا الذي يتضمن أمرًا في غاية الأهمية. إنكم تتمتعون بفضل الله بمقام عظيم بين الشعوب الإسلامية لما منَّ الله تعالى به عليكم من هذا اللقبين العظيمين. ولِمَ لا، ففي أرض بلادكم المقدسة تقع مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتان هما أقدسُ بقعة في العالم عند المسلمين وأحَبُّها وأعَزُّها عليهم، واللتان حبُّهما جزء من إيمانهم، كما أنهما مركزان لتطورهم الروحاني، وبسببهما تتمتعون في العالم الإسلامي كله بمكانة لا مثيل لها. وهذه المكانة العظيمة تقتضي من جلالتكم القيامَ بتوجيه الأمة الإسلامية إلى الصواب، كما تفرض عليكم خلْقَ جوٍّ من السلام بين البلدان الإسلامية وجوٍّ من الحب والوئام بين مسلمي العالم وإرشادهم إلى العمل بقول الله تعالى فيهم: (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) (الفتح 30). كما تفرض هذه المكانة العظيمة عليكم بذل جهودكم لإحلال السلام في العالم لما فيه خير الإنسانية جمعاء.

إنني بصفتي إمامًا للجماعة الإسلامية الأحمدية وخليفةً لإمام هذا العصر سيدنا المسيح الموعود والمهدي المعهود –عليه الصلاة والسلام- ألتمس منكم -بغضّ النظر عما يوجد بين الجماعة الإسلامية الأحمدية وبين باقي الفرق الإسلامية من بعض الاختلافات العقائدية- أن نتكاتف لبذل الجهود لإرساء السلام في العالم ولإطْلاعِه على تعاليم الإسلام السمحة الداعية إلى الحب والوئام أكثرَ فأكثر، ولكي نزيل بذلك التصوراتِ الخاطئة عن الإسلام التي هي منتشرة في البلاد الغربية وسائر العالم. ويجب ألا يمنعنا ما يوجد بين الأمم والأديان أو الفِرق من عداء وخلافات عن التمسك بالعدل والإنصاف عملاً بقوله تعالى: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة 3)

إن هذا المبدأ الذهبي هو الذي علينا أن نضعه في الحسبان دائما لكي نؤدي واجبنا لتقديم جمال الإسلام للعالم.

 إنني أقول ذلك معبِّرًا عن بالغ مشاعر الألم والـحُرقة للأمة الإسلامية، ملتسمًا من جلالتكم أداء دوركم الهام بهذا الشأن نظرًا إلى مكانتكم العالية التي بوّأكم الله إياها.

إن القوى الغربية في هذا العصر تبذر بذور الكراهية ضد الإسلام للنيل من مكانة نبينا ﷺ العظيمة، وتشويهًا لتعاليم الإسلام الجميلة. إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتفاقم يوما فيوما، كما أن بوادر الصراع بين إسرائيل وإيران تزداد وتيرتها بسرعة، وهذا يقتضي أن تلعبوا دوركم بسرعة لنزع فتيل هذه النزاعات بصفتكم قائدًا عظيما للأمة الإسلامية. أما فيما يتعلق بالجماعة الإسلامية الأحمدية فإنها تسعى دائمًا للحيلولة دون الجهود التي تُبذل لنشر الكراهية ضد الإسلام وتأجيج الصراعات كلما وجدتْ فرصة لذلك في أي مكان في العالم، ولكن السلام لا يمكن أن يحلّ إلا إذا بذلت الأمةُ الإسلامية كلها جهودها متكاتفة. لذا فإني ألتمس منكم أن تبذلوا كل ما أوتيم من قوة بهذا الصدد، وذلك أنه إذا كان نشوب الحرب العالمية الثالثة هو القَدَر المقدور من عند الله تعالى فلا نريد أن تبدأ شرارتها من البلدان الإسلامية، لكي لا تتّهم الأجيالُ القادمة الأمةَ الإسلامية أو أيَّ بلد إسلامي بأنهم كانوا هم السبب في نزول هذا الدمار في العالم، والذي سوف تعاني منه الإنسانية لعشرات العقود. ولا شكّ أن الحرب العالمية القادمة ستكون نووية، وقد رأينا نموذجًا بسيطًا من الدمار النووي في الحرب العالمية الثانية من خلال ما حل بمدينتين في اليابان.

فأرجو من جلالتكم أن تستغلّوا نفوذكم وتأثيركم لإنقاذ العالم من هذا الدمار. أيدكم الله ونصركم. آمين

مع أطيب الأماني لكم ولأمتنا الإسلامية، داعيًا الله تعالى أحرَّ الدعاء للأمة كلها بالاهتداء إلى الصراط المستقيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                                 المخلص

مرزا مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي ؏

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية


رسالة إلى رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية

بسم الله الرحمن الرحيم             نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله ورحمته –  هو الناصر

    لندن في

 04/04/2012

معالي السيد ون جيابو زهونغنانهي، الصين رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية

عزيزي السيد الرئيس

أرسل لكم هذه الرسالة بواسطة أحد ممثلي الجماعة الإسلامية الأحمدية، إنه أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في الكبابير- إسرائيل، وقد تمت دعوته لزيارة بلادكم من قبل وزير الأقليات في الصين. وقد تم التعرف بين ممثلنا والمسئولين الصينيين خلال الزيارة التي قام بها وفد من الصين، تضمَّن وزير الأقليات، إلى مركزنا في الكبابير.

إن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي فرقة إسلامية تؤمن إيمانا كاملا بأن المسيح والمجدد، الذي قُدِّر له الظهور في هذا العصر كإمام مهدي للمسلمين وكمسيح لهداية النصارى وكهادٍ ومرشد من أجل إصلاح أحوال البشرية، قد جاء وفقًا للنبوءات التي أنبأ بها النبي الكريم ﷺ، ولهذا فقد قبلناه وآمنّا به. اسمه مرزا غلام أحمد القادياني ؏ وكان من قاديان، الهند.  ووفقًا لما أمر به الله تعالى، فقد أنشا الجماعة الإسلامية الأحمدية في عام 1889. وبحلول تاريخ وفاته في عام 1908، كان مئات الآلاف من الناس قد انضموا إلى جماعته. وبعد وفاته قامت مؤسسة الخلافة، ونحن اليوم في عهد الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي ؏.

إن من أهم المبادئ الهامة والأساسية من تعاليمنا هي أنه في هذه العصر ينبغي أن تنتهي الحروب الدينية. كذلك، فإننا نؤمن أن أي شخص يرغب في نشر أي تعاليم أو رسالة فإنه ينبغي عليه أن يقوم بذلك بروح الحب وأجواء التعاطف والأخوّة مما يمكِّنه أن يصبح مصدرا لإقامة السلام والصلح والانسجام. إن هذا المبدأ الهام، والذي يرتكز على التعاليم الحقيقية للإسلام، قد تم الترويج له ونشره من قبل الجماعة الإسلامية الأحمدية في كل العالم. وتنتشر الجماعة الآن في أكثر من 200 بلد في العالم، كما تتشكل من ملايين الأتباع.

إنني أود أن أبلغكم الرسالة التالية: إن العالم في الوقت الحالي يمرّ في مرحلة مروعة محفوفة بالمخاطر إلى أقصى درجة. وفي الحقيقة، فإنه يبدو أننا نسير بسرعة نحو حرب عالمية. إنكم قائد دولة عظمى. إضافة إلى ذلك، فإن قسمًا كبيرا من سكان العالم يعيشون تحت حكومتكم. كذلك فإنكم تمتلكون الحق في استخدام الفيتو عندما يتطلب الأمر ذلك في الأمم المتحدة. وهكذا، وفي هذا السياق، فإنني أناشدكم أن تلعبوا دورا في حماية العالم من الدمار الذي يلوح في الأفق حولنا. وبغضّ النظر عن القومية والدين أو العرق أو العقيدة، فإننا يجب أن نكافح إلى أقصى درجة من أجل الحفاظ على البشرية.

في الصين، وبعد أن قامت الثورة، كان هنالك تقدم كبير وتغيير. وقد أرسى ماوتسي تونغ، الذي كان قائدا عظيما لأمتكم، الأسس لمعايير أخلاقية عالية، والتي يمكن أن نصفها أنها من أعلى المعايير في القيم الإنسانية وأكثرها تميُّزا. وبالرغم من أنكم لا تؤمنون بوجود الإله وتقوم مبادئكم على القيم الأخلاقية، فإنني أود أن أوضح أن الإله الذي هو الله كما يقدمه الإسلام، قد أنزل القرآن الكريم هديًا للبشرية جمعاء، ويتضمن القرآن كل القيم الأخلاقية كتلك التي تعملون بحسبها، ولكنه أيضا مليئ بمقدار أكبر من الهدي الأخلاقي. إنه يتضمن تعاليم جميلة تشرح وسائل البقاء للبشرية وترسي القيم الإنسانية. وإذا تبنى العالم – والعالم الإسلامي خاصة – التعاليم القرآنية، فإن كل المشاكل والصراعات ستحل وسيسود العالمَ جو من السلام والانسجام.

واليوم، فإن الجماعة الإسلامية الأحمدية تسعي سعيًا حثيثا للتأكيد على هذا الهدف الهام في كل أنحاء العالم. ومن خلال منتديات السلام والعديد من اللقاءات التي أقيمها مع عدد من القطاعات من الناس والجماعات من مختلف الخلفيات، فإنني أذكِّر العالم بهذا الهدف. إنني أدعو الله تعالى أن يعمل قادة العالم بالحكمة وألا يسمحوا للعداوات المتبادلة بين الأمم والشعوب التي تجري على نطاق ضيق أن تنفجر إلى صراع عالمي. كذلك فإنني أناشدكم، كقوة عظمى في العالم، أن تلعبوا دورا في إرساء السلام العالمي. أرجو أن تنقذوا العالم من العواقب المرعبة للحرب العالمية؛ حيث إنه لو نشبتْ حرب كهذه، فإنها ستؤدي إلى استخدام الأسلحة النووية. من الممكن جدا أن نصل إلى هذه النتيجة، وعندها فإن عددا من الدول والمناطق في العالم ستنقرض من على وجه الأرض. إن الآثار والعواقب المترتبة على الحرب النووية لن تكون محدودة بالدمار الفوري الذي سيحدث، بل سيكون لها آثار طويلة المدى على الأجيال المستقبلية التي ستولد معاقة أو مشوهة. ولهذا، فواجبكم أن تبذلوا كل طاقتكم وإمكانياتكم ومواردكم في جهود الحفاظ على الإنسانية من تلك النتائج المروعة. إن ذلك سيكون في النهاية في مصلحة أمتكم أيضا. إنني أدعو الله تعالى أن يوفق كل الدول في العالم، الصغيرة منها والكبيرة، لتعي هذه الرسالة.

مع خالص أمنياتي ودعواتي.

المخلص

مرزا مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي ؏

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية


رسالة إلى رئيس وزراء المملكة المتحدة

بسم الله الرحمن الرحيم                نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله ورحمته –  هو الناصر

     لندن في

 15/04/2012

   فخامة RT. هون. ديفيد كاميرون رئيس وزراء المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، 10 داوننغ ستريت، لندن

  عزيزي رئيس الوزراء

نظرًا للمخاطر الحالية التي تحيط بالعالم، وجدت من الضروري أن أكتب إليكم. ولأنكم رئيس وزراء المملكة المتحدة، فإنه لديكم السلطة لاتخاذ القرارات التي من شأنها أن تؤثر على مستقبل بلدكم، بل والعالم بأسره. إن العالم اليوم في أمسّ الحاجة إلى السلام لأن شرر الحرب تتطاير في جميع أنحاء العالم، والصراعات التي هي على نطاق محدود بين الدول تهدد بأن تتحول إلى صراع عالمي. من الملاحظ أن حالة العالم اليوم تشبه الوضع في عام 1932، اقتصاديا وسياسيا، وهناك أوجه تشابه أخرى كثيرة وهي معًا تشكّل نفس الصورة التي شهدها العالم قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية. وإذا انطلقت تلك الشرر في أي وقت، فسوف نشهد سيناريو مرعبًا لحرب عالمية ثالثة. وحيث إن العديد من البلدان، الكبيرة أو الصغيرة، تمتلك الأسلحة النووية، فإن مثل هذه الحرب سوف تكون حرب نووية بلا شك. إن الأسلحة المتاحة اليوم مدمرة بحيث يمكن أن تؤدي إلى ولادة جيل بعد جيل من الأطفال بعيوب وراثية وصحية شديدة، واليابان تشهد على عواقب تلك الحرب الذرية البغيضة عندما تعرضت للهجوم بالقنابل النووية خلال الحرب العالمية الثانية التي أبادت اثنين من مدنها.

ومع ذلك فإن تلك القنابل النووية التي استُخدمت في ذلك الوقت والتي تسببت في دمار واسع النطاق، هي أضعفُ بكثير من الأسلحة الذرية التي تمتلكها حتى بعض الدول الصغيرة اليوم. ولذلك، فإنه من واجب القوى العظمى الجلوس معًا لإيجاد حل لإنقاذ البشرية من هذه الكارثة.

إن ما يسبب الخوف الكبير هو أن تلك الأسلحة النووية والتي تمتلكها البلدان الصغيرة يمكن أن تقع في أيدي مَن هم مولعون بإشعال النيران والذين لا يقدّرون أو لا يفكّرون في عواقب أفعالهم. فإذا لم تلتزم القوى الكبرى بمعايير العدالة، ولم تقضِ على مشاعر الإحباط في الدول الصغيرة، ولم تتبنَّ سياساتٍ حكيمة ونبيلة، فإن الوضع سوف يخرج عن السيطرة، والدمار الذي سيتبع ذلك سوف يكون فوق توقعاتنا وتصوراتنا، وحتى غالبية سكان العالم الذين يرغبون في السلام سوف يعصف بهم هذا الدمار.

لذا فإن أمنيتي العارمة ودعواتي الحارة أن يتفهم قادة جميع الدول الكبرى هذا الواقع المخيف، وبدلاً من انتهاج سياسات عدوانية واستخدام القوة لتحقيق أهدافكم، يجب أن تسعوا جاهدين لتبنّي سياساتٍ تعزّز وتضمن العدالة.

إذا نظرنا إلى الماضي القريب، فإن بريطانيا قد حكمتْ كثيرًا من البلدان وتركت وراءها مستوى عاليا من العدالة والحرية الدينية، وخاصة في شبه القارة الهندية وباكستان. وعندما هنَّأ مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية جلالةَ الملكة فيكتوريا بمناسبة يوبيلها الماسي وبلَّغها رسالة الإسلام، فإنه قد دعا الله تعالى أن يكافئ الحكومة البريطانية بسبب العدل والإنصاف الذي حكمت به. ولقد أشاد حضرته كثيرا بالحكومة البريطانية على سياساتها العادلة ومنْحها للحريات الدينية. إن الحكومة البريطانية اليوم لم تعدْ تحكم شبه القارة الهندية، ولكن لا تزال مبادئ الحرية الدينية لدى المجتمع البريطاني وقوانينها مترسخة والتي من خلالها يُمنح كل شخص حريته الدينية والمساواة في الحقوق. ويجري هذا العام الاحتفال باليوبيل الماسي لجلالة الملكة إليزابيث الثانية، والذي يعطي بريطانيا الفرصة لإظهار معاييرها للعدل والصدق أمام العالم.

إن تاريخ الجماعة الإسلامية الأحمدية يبين أننا دائما كنا نعبر عن شكرنا لتلك العدالة التي تتحلى بها بريطانيا ونأمل أن تستمر في المستقبل أيضا، وأن تظل العدالة السمة المميزة للحكومة البريطانية، ليس فقط في المسائل الدينية، بل في كل أمر وألا تنسوا ما كانت عليه أمتكم  السابقة من صفات جيدة، وأن تقوم بريطانيا في ظل الظروف العالمية الحالية بدورها في إرساء السلام في جميع أنحاء العالم.

مطلبي هو أنه يجب علينا على كل المستويات وفي كل اتجاه أن نحاول أفضل ما نستطيع لإطفاء لهيب الكراهية. فإن نجحْنا في هذا الجهد، فسوف نضمن لأجيالنا القادمة مستقبلاً أكثرَ إشراقًا، أما إذا فشلْنا في هذه المهمّة، فلن يكون هناك أدنى شكّ أنه نتيجة الحرب النووية سوف تتحمل أجيالنا القادمة في كل مكان عواقب أعمالنا المروّعة ولن يغفروا لآبائهم دفْعَ العالم إلى تلك الكارثة العالمية.

وأود أن أذكّركم مرة أخرى أن بريطانيا هي أيضا واحدة من تلك لبلدان التي لها تأثيرها ونفوذها في العالم المتقدم، وكذلك في البلدان النامية، ويمكنكم توجيه هذا العالم، إذا كنتم ترغبون في ذلك، من خلال الوفاء بمتطلبات الإنصاف والعدالة. لذا، ينبغي على بريطانيا والقوى الكبرى الأخرى أن تلعب دورها نحو إقامة السلام في العالم. عسى الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم وقادة العالم لفهم هذه الرسالة.

مع أطيب التمنيات والدعوات، تفضلوا بقبول فائق الاحترام.

المخلص

ميرزا ​​مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية


رسالة إلى مستشارة ألمانيا

بسم الله الرحمن الرحيم                نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله ورحمته –  هو الناصر

     لندن في

 15/04/2012

سعادة أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا

عزيزتي المستشارة

في ضوء الحالة المرعبة والمقلقة للغاية التي يمرّ بها العالم اليوم، أجد أنه من الضروري أن أكتب إليك. كمستشارة ألمانيا، البلد الذي لديه قوة كبيرة وتأثير في العالم، فإن لديك السلطة لاتخاذ القرارات التي من شأنها أن تؤثر على بلدك والعالم بأسره. لقد أصبح العالم اليوم منقسمًا إلى تكتلات، والتطرف في تزايد، والأوضاع المالية والسياسية والاقتصادية متدهورة، وهناك حاجة ماسة لإطفاء نيران جميع أنواع الكراهية وإرساء أسس السلام، وهذا لن يتحقق إلا من خلال احترام مشاعر الجميع، ولكن هذا لا يجري على الوجه الصحيح وبصدق، فإن الوضع العالمي يتصاعد بسرعة ويخرج عن السيطرة.

نلاحظ أن متطلبات العدالة لا تتحقق من قبل معظم الدول، ونتيجة لذلك، فقد وُضع بالفعل الأساس لحرب عالمية أخرى. إن العديد من البلدان، سواء الكبيرة أو الصغيرة تمتلك الآن أسلحة نووية، لهذا إذا اندلعت حرب عالمية الآن فمن المرجح

أن يكون الدمار الناتج عن نشوب نزاع نووي مدمرا تماما، ولن تقتصر آثاره على زمن حدوثه؛ بل إن الأجيال القادمة سوف تعاني من آثاره على المدى الطويل، وسوف تولد بتشوهات وأمراض وراثية خطيرة. لذا فإنني أرى أنه من أجل إقامة السلام العالمي لا بد من العدالة الحقيقية، ولا بد من احترام المشاعر والمعتقدات الدينية لجميع الناس.

إنني أقدِّر التعامل الكريم من العديد من الدول الغربية لشعوب الدول الفقيرة أو المتخلفة والسماح أن يستقروا في بلدانهم، وبينهم مسلمون أيضا. ومما لا شك فيه، أن هناك أقلية ممن يُسمَّون مسلمين يتصرفون بشكل غير لائق تماما، وقد خلقوا عدم الثقة في نفوس شعوب الغرب، ومع ذلك، ينبغي أن يكون واضحا أن أعمالهم ليست لها صلة بالإسلام على الإطلاق. إن هؤلاء المتطرفين لا يحبون حقا النبي الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم، الذي جاء برسالة السلام والمحبة والوفاق إلى العالم. في الواقع، لا ينبغي أن تُستخدم تصرفات عدد قليل من الناس المضللين ذريعة للاعتراض على ديننا.

إن السلام في المجتمع هو عملية ذات اتجاهين، ويمكن أن ينشأ السلام فقط إذا كانت جميع الأطراف تعمل معًا من أجل تحقيق الوفاق المتبادل. ونظرًا لعدم الثقة في نفوس الناس في الغرب، وبدلاً من تحسُّن العلاقات بين الدول والشعوب، فإن رد فعل بعض غير المسلمين يزداد سوءا يوما بعد يوم، وقد خلق هوة بين العالم الإسلامي وغير الإسلامي. ونلاحظ أنه بسبب الأفعال الخاطئة لبعض الجماعات والأمم المسلمة، فإن بعض القوى الكبرى تفضّل مصالحها الخاصة على التمسك بالصدق والعدالة. وبعض الدول القوية ترغب في المحافظة على الحصول على ثروة وموارد بلدان معينة، وفي نفس الوقت ترغب في منع البلدان المنافسة من الوصول الكامل إلى هذه الموارد نفسها. هذا هو السبب غالبًا في صناعة قرار مساعدة الشعوب، أو إقرار السلام العالمي. علاوة على ذلك، فإنه من العوامل الرئيسية الكامنة وراء الظروف السياسية الحالية في العالم هو الانكماش الاقتصادي، الذي يجرّ العالم نحو حرب عالمية أخرى. إذا كان هناك صدق حقيقي بين الدول فإنها سوف تستفيد بعضهما من البعض بطريقة عادلة من خلال إقامة علاقات صناعية واقتصادية سليمة على أساس من التعامل العادل.

على تلك الدول ألا تسعى لاستغلال موارد غيرها بطرق غير شرعية، بل عليها أن تسعى للعمل والتعاون المتبادل. باختصار، إن هذا الاضطراب السائد في العالم اليوم سببه الأساس هو الانعدام التام للعدالة، الأمر الذي يتسبب في انتشار القلاقل والاضطرابات على نطاق واسع.

لذا فإن مطلبي أن نسعى جاهدين ببذل قصارى الجهد لمنع اندلاع الحرب العالمية. عليكم أن تبذلوا كل طاقاتكم ومواردكم ونفوذكم لإنقاذ العالم من الدمار المروع الذي يلوح أمامنا. ووفقًا للتقارير، فإن ألمانيا سوف تمدّ إسرائيل بثلاث غواصات متطورة ومن الممكن أن تكون مزودة بأسلحة نووية. وقد ذكر بروفيسور ألماني أن مثل هذا القرار لن يؤدي إلا إلى إذكاء نيران التوتر القائم بالفعل بين اسرائيل وإيران. علينا أن نتذكر أنه ليست فقط القوى الكبرى هي التي تمتلك الأسلحة النووية في العالم، بل حتى الدول الصغيرة نسبيًا تمتلك الآن أسلحة نووية. إن ما يدعو للقلق أن في بعض هذه البلدان الصغيرة قادةً سوف يضغطون على الزناد بسعادة غير مبالين من مغبّة استخدام مثل هذه الأسلحة.

لذلك، فإنني مرة أخرى، أطلب منكم مطلبي المتواضع بأن تبذلوا أقصى ما تستطيعون من أجل إقامة  السلام في العالم. إذا فشلنا في هذه المهمة، فلا شك أن الصراع النووي سوف يسبب الدمار الذي سيؤدي إلى ولادة جيل بعد جيل بعيوب وتشوهات، والذين لن يغفروا لمن تسببوا بتلك الكارثة العالمية. عسى الله سبحانه وتعالى أن يوفقك وجميع قادة العالم، لفهم هذه الرسالة.

مع أطيب التمنيات والدعوات، تفضلوا بقبول فائق الاحترام.

المخلص

ميرزا ​​مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية


رسالة إلى رئيس الجمهورية الفرنسية

بسم الله الرحمن الرحيم                نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله ورحمته –  هو الناصر

    لندن في

 16/05/2012

سعادة فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية

عزيزي السيد الرئيس

أودّ أوّلاً أن أغتنم هذه الفرصة لأهنّئكم على انتخابكم رئيسًا جديدًا لفرنسا، وهي بالتأكيد مسئولية كبيرة قد أوكلت إليكم، وإنني آمل وأدعو الله تعالى أن ينتفع الشعب الفرنسي، بل والعالم كله من قيادتكم. في ضوء التدهور السريع لشئون العالم كنت قد كتبت مؤخرًا رسالة لسلفكم، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ذكّرتُه فيها بمسئولياته كأحد زعماء العالم لإقامة العدالة وطلبتُ منه استخدام كل قوته ونفوذه لمنع اندلاع الحرب العالمية. وحيث إنكم الرئيس المنتخب حديثا في فرنسا، فإنني أجد من الضروري أن أرسل لكم أيضا نفس الرسالة، لأن لديكم الآن سلطة اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تؤثر على أمتكم، والعالم بأسره. وفي اعتقادي أن حكومات العالم يجب أن تكون في غاية القلق في ظل الظروف العالمية الراهنة. إن الظلم والعداء بين الأمم يهددان بالانزلاق نحو الصراع العالمي. ففي خلال القرن الماضي اندلعت حربان عالميتان، وبعد الحرب العالمية الأولى نشأت عصبة الأمم، ومع ذلك لم تتحقق متطلبات العدالة، وبالتالي أدى هذا إلى الحرب العالمية الثانية، والتي بلغت ذروتها باستخدام القنابل الذرية. وبعد ذلك، أنشئت الأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان والحفاظ على السلام العالمي، وهكذا اتخذت الوسائل من أجل تجنب الحروب، ولكن اليوم نلاحظ أنه تم بالفعل التمهيد لحرب عالمية ثالثة. إن العديد من البلدان، الصغيرة والكبيرة على حد سواء، تمتلك قنابل ذرية. ومما يثير القلق أن بعض القوى النووية الأصغر حجما هي غير مسئولة وتجهل العواقب المدمرة لهذه الأسلحة ولا تتصور أنه لو استخدت الأسلحة النووية فإن عواقبها الرهيبة ستتضح على الفور وأن ذلك اليوم سيكون مثل يوم القيامة.

إن الأسلحة المتاحة اليوم مدمرة لدرجة أنها يمكن أن تؤدي إلى ولادة جيل بعد جيل من الأطفال بعيوب وراثية أو جسدية شديدة. يقال إنه في اليابان، الدولة الوحيدة التي شهدت التدمير الرهيب للحرب النووية، لا تزال الآثار المترتبة على القنابل الذرية مستمرة وتظهر على الأطفال حديثي الولادة  رغم مرور سبعة عقود.

لذا فإن طلبي المتواضع هو أن تسعوا جاهدين بأقصى جهدكم لإطفاء العداوات وإزالة عدم الثقة بين العالم المسلم وغير المسلم. إن بعض الدول الأوروبية تبدي تحفظات كبيرة بشأن تعاليم وتقاليد الاسلام ووضعتْ بعض القيود على المسلمين، وبعضها الأخرى تفكّر في كيفية القيام بذلك.

إن العداء الذي يبديه بعض المتطرفين الذين ينسبون أنفسهم للإسلام تجاه الغرب من الممكن أن يؤدي بالغرب إلى رد فعل غير صحيح، والذي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التعصب الديني والنزاع. أما الإسلام فإنه دين يحبّ السلام، ويعلّمنا ألا نمنع الأخطاء بارتكاب الخطأ. وإننا -الجماعة الإسلامية الأحمدية- نتبع هذا المبدأ، ونعتقد في الحلول السلمية لجميع المسائل.

للأسف، نجد أن أقلية صغيرة من المسلمين تقدم صورة مشوهة تماما للإسلام ولا يعبّرون إلا عن معتقداتهم الضالة. إنني أقول حبًا لمحمد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان “رحمة للعالمين” يجب أن لا تظنوا أن هذا هو الإسلام الحقيقي، ولا تتخذوا من تلك الأفعال الخاطئة ذريعة لايذاء مشاعر الأغلبية المسالمة من المسلمين.

مؤخرًا، أطلق أحد الأشخاص النار بلا رحمة وبقلب ميت على بعض الجنود الفرنسيين في جنوب فرنسا بلا سبب، ثم بعد بضعة أيام دخل المدرسة وقتل ثلاثة أطفال أبرياء من اليهود وأحد معلميهم. ونرى أيضا تلك الأعمال الوحشية تحدث بانتظام في البلدان الأخرى المسلمة، وهكذا تعطي هذه الأعمال معارضي الإسلام الذريعة للتنفيس عن كراهيتهم وتحقيق مخططاتهم على أوسع نطاق.

وإنني كمسلم، أوضح لكم تمامًا أن الإسلام لا يبيح القسوة أو الظلم بأي شكل من الأشكال، وقد اعتبر القرآن الكريم قتل شخص واحد بريء دون ذنب كأنه قتل للناس جميعا. إن هذا تحذير مطلق ودون استثناء.

إن القرآن الكريم يبين أنه يجب ألا يمنعكم عداوة قوم أو بلد ضدكم من العمل بمعايير العدالة التامة النزيهة معهم، وأنه يجب ألا تدفعكم العداوة أو الخصومة إلى الانتقام، أو بالعمل على نحو غير عادل. وإذا كنتم ترغبون في حل النزاعات بالتي هي أحسن فيجب السعي للبحث عن الحلول الودية.

إنني أقدر أن العديد من الدول الغربية قد سمحت كرمًا منها لأبناء الدول الفقيرة أو المتخلفة أن تستقرّ في بلدانهم، وبينهم مسلمون أيضا. وفي الواقع، إن الكثير من المسلمين يعيشون في بلدكم، وبالتالي هم أيضا مواطنوكم، والأغلبية منهم مخلصون ويلتزمون بالقانون.

وعلاوة على ذلك، يعلن الإسلام بوضوح أن حب الوطن من الإيمان، والجماعة الإسلامية الأحمدية تعمل وتشجع على نشر هذه الرسالة في جميع أنحاء العالم. هذه هي رسالتي لكم أيضا، أنه إذا تم نشر هذه التعاليم الحقة للإسلام في كل مكان فإن متطلبات التعبير عن الحب للوطن والسلام سوف تبقى متوطدة داخل كل بلد وبين دول العالم.

إن مطلبي المتواضع لكم، بل ولجميع زعماء العالم، هو أنه بدلاً من استخدام القوة لقمع الدول الأخرى، عليكم باستخدام الدبلوماسية والحوار والحكمة. ينبغي أن تلعب القوى الكبرى في العالم، مثل فرنسا، دورها في إحلال السلام. ينبغي ألا تستخدم القوى الكبرى أفعال البلدان الصغيرة ذريعة لزعزعة الاستقرار العالمي. لذا فإنني أذكّركم مرة أخرى بأن تبذلوا قصارى جهدكم لمنع القوى الكبرى والصغرى من إثارة حرب عالمية ثالثة. ينبغي أن ندرك أنه إذا فشلنا في هذه المهمة فإن آثار وتبعات هذه الحرب لن تقتصر على الدول الفقيرة فقط في آسيا وأوروبا والأميركيتين، بل سوف تتحمل أجيالنا القادمة العواقب المروعة لأعمالنا وسوف يولد أطفال بعيوب وتشوهات في كل مكان في العالم. إنني أدعو أن يعمل قادة العالم بالحكمة، وألا يسمحوا للعداوات المتبادلة على نطاق صغير بين الأمم والشعوب أن تؤدي إلى اندلاع الصراع العالمي. عسى الله تعالى أن يوفقكم وجميع قادة العالم لفهم هذه الرسالة.

مع أطيب التمنيات والدعوات، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.

المخلص

ميرزا ​​مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية


رسالة إلى ملكة المملكة المتحدة والكومنولث

بسم الله الرحمن الرحيم                نحمده ونصلى على رسوله الكريم

على عبده المسيح الموعود

بفضل الله ورحمته –  هو الناصر

    لندن في

 19/04/2012

جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة والكومنولث

قصر باكنغهام لندن، SW1A 1AA المملكة المتحدة

صاحبة الجلالة

بصفتي إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية، وبالنيابة عن الملايين من أعضاء الجماعة الإسلامية الأحمدية في العالم، أود أن أعبر عن تهانيَّ القلبية بالمناسبة السعيدة لليوبيل الماسي لجلالتك. إننا ممتنون بوجه خاص إلى الله تعالى العزيز الذي مكّننا من المشاركة في هذا الاحتفال المجيد. وبوجه خاص، فإن المسلمين الأحمديين من مواطني المملكة المتحدة يشعرون بالسعادة والاعتزاز بهذه المناسبة. ولأجل ذلك، وبالنيابة عنهم، فإنني أتقدم بالتهاني القلبية المخلصة لجلالتك. أسأل الله تعالى أن يمنّ على مليكتنا الكريمة بدوام السعادة والطمأنينة.

إنني أتوجه إلى الله الكريم، الذي خلق السماوات والأرض والذي ملأهما بنعم لا تُحصى من أجل بقائنا، أن يمنَّ على مليكتنا، التي يشمل مُلكها العديد من الدول وأمم الكمنولث، بالسلام والسكينة والأمن. وكما أن جلالتك محبوبة ومحترمة من كل مواطنيك، الصغير منهم والكبير، فإننا ندعو الله تعالى لجلالتك أن تصبحي محبوبة من قبل ملائكة الله. أسأل الله تعالى القوي العزيز أن يُنزل على جلالتك جزيل النعم والمنن الروحانية غير المعدودة، كما أنعم عليك بالنعم المادية بسخاء. وبهذه النعم، أسأل الله تعالى أن يمتِّع مواطني هذه البلاد العظيمة كلِّهم كي يعرفوا الإله العظيم وأن يعيشوا بحب متبادل وتعاطف. وبغض النظر عن اللون والعقيدة والقومية أو الدين أسأل الله تعالى أن يجعل مواطني المملكة المتحدة جميعهم يظهرون الاحترام والتقدير لبعضهم بعضا حتى يصبح أثر هذا السلوك ممتدا خارج هذه الحدود وينتشر إلى شعوب الدول الأخرى في العالم أيضا. أسأل الله أن يجعل العالم، الذي يتورط اليوم في الحروب والاضطرابات والعداوات، مأوى للسلام والحب والأخوة والصداقة. إنني على يقين بأن الرؤية والجهود لجلالتك يمكن أن تلعب دورا قويا في تحقيق هذا الهدف الكلي الهام والحاسم.

في القرن الماضي، نشبت حربان عالميتان سقط ضحيتهما الملايين من البشر. وإذا استمرت العداوات اليوم بين الأمم في التزايد، فإنها ستؤدي في النهاية إلى حرب عالمية أخرى. إن استخدام الأسلحة النووية، الذي من المرجح أن يحدث في أي حرب عالمية قد تنشب، سيعني أن العالم سوف يشهد دمارًا مرعبا غير مسبوق. أسأل الله تعالى أن يمنع حدوث كارثة كهذه وأن يتبنى العالم الحكمة والمنطق. إنني أناشد جلالتك استغلال احتفالك باليوبيل الماسي في مصلحة الإنسانية؛ وذلك بتذكير الشعوب بأن كل الدول، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، ينبغي أن تعيش بحب متبادل وسلام وانسجام.

وفي هذا السياق، وفي هذه المناسبة الميمونة، أود أيضا أن أناشد جلالتك أن تعطي للعالم رسالة أن أتباع أي دين، وحتى أولئك الذين لا يؤمنون بالله، ينبغي أن يحترموا دائما مشاعر الناس الذين يتبعون عقيدة مغايرة. ونشهد اليوم أن الأفكار الخاطئة عن الإسلام تتصاعد في العالم، وهذا يجرح مشاعر المسلمين المحبين للسلام من ناحية، ويزيد من انتهاك حرمة الإسلام ومن عدم الثقة في قلوب غير المسلمين تجاه الإسلام من ناحية أخرى. ولهذا، فإنه سيكون من دواعي عطفك الكبير تجاه أتباع كل الأديان، وفي الحقيقة العالم كله، إذا ما وجّهتِ جلالتك الناس جميعا أن يحترموا كل الأديان وأتباعها. أسأل الله الكريم أن يمدّ مليكتنا بالمساعدة والعون لتحقيق هذا الهدف.

وكما أوضحتُ في بداية رسالتي، فإنني إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية. وفي هذا السياق أود أن أقدم تعريفا موجزا بجماعتنا. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية تؤمن إيمانا كاملا بأن المسيح الموعود والمجدد، الذي المقدّر ظهوره في هذا العصر وفقًا لنبوءات النبي الكريم ﷺ والأنبياء السابقين، هو ليس إلا حضرة مرزا غلام أحمد القادياني ؏. في عام 1889، أنشأ حضرته جماعة طاهرة تقية، وهي الجماعة الإسلامية الأحمدية. كان هدفه من تأسيس الجماعة إنشاء العلاقة بين العبد وربه وخرط الناس في سلك تحقيق حقوق بعضهم بعضا بحيث يمكن أن يعيشوا في احترام متبادل وفي جوٍّ من النيات الحسنة. وعندما توفي حضرته ؏ في عام 1908، كان لديه ما يقرب من 400.000 تابع. وبعد وفاته، قام نظام الخلافة وفقًا للمشيئة الإلهية، وأنا العبد الفقير الخليفة الخامس للمسيح الموعود ؏. وهكذا، فإن الجماعة الإسلامية الأحمدية تسعى سعيًا حثيثا لمتابعة رسالة مؤسسها في جميع أنحاء العالم. إن رسالتها هي رسالة واحدة مضمونها الحب والمصالحة والأخوة، وشعارنا “الحب للجميع، ولا كراهية لأحد”. وفي الحقيقة هذا تجسيد للتعاليم الجميلة للإسلام بإيجاز.

ومما يجدر ذكره هنا أنه من محاسن الصدف أنه كان قد صادف الاحتفال باليوبيل الماسي لجلالة الملكة فيكتوريا في عصر مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية ؏، وفي ذلك الوقت، كتَب كتابا سماه “تحفة قيصرية”، حيث كتب فيه رسالة تهنئة للملكة فيكتوريا. وفي هذا الرسالة هنأ حضرة مرزا غلام أحمد ؏ الملكة فيكتوريا بيوبيلها الماسي، كما أثنى على حكمها لرعيتها من الشعوب الذين هم تحت حكمها، بما فيهم شعوب شبه القارة الهندية، ذلك الحكم الذي اتَّسم بالعدل والحرية الدينية والعيش بسلام. وقد قدّم في هذا الكتاب التعاليم الجميلة للإسلام وبيّن دعواه والغاية من بعثته. ورغم أن شعوب القارة الهندية حاليا قد نالوا الاستقلال عن الحكومة البريطانية، فإن الحقيقة أن الحكومة البريطانية قد مكَّنت مواطنيها من مختلف الخلفيات والأديان من العيش هنا، ومنحتهم حقوقا متساوية، وحرية العقيدة، وحرية التعبير والدعوة إلى معتقداتهم، وهذا دليل كبير على المستوى العالي جدا من التسامح الذي تحظى به بريطانيا.

واليوم، هنالك آلاف المسلمين الأحمديين الذين يعيشون في المملكة المتحدة. العديد منهم قد فرّوا إلى هنا طالبين اللجوء من الاضطهاد الذي واجهوه في بلدانهم. وتحت الحكم الكريم لجلالتك، يتمتعون بحياة آمنة ويحظون بالعدل والحرية الدينية. ومن أجل هذا الكرم، أود مجددا أن أعبر عن امتناني من صميم قلبي لمليكتنا الكريمة.

وسوف أنهي رسالتي بالدعوات التالية لجلالتك، والتي هي في الواقع الدعوات نفسها التي دعاها حضرة مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية عليه السلام لجلالة الملكة فيكتوريا.

“يا ربي الكريم، برحمتك وفضلك احفظْ مليكتنا المعظمة في سعادة أبدية، كما أننا نعيش بسعادة تحت حكمها الخيِّر والحميد. يا ربي العزيز، عاملْها بلطف وحب كما أننا نعيش في سلام ورخاء تحت حكمها العطوف والكريم.”

إضافة إلى ذلك، فإنني أدعو الله تعالى العظيم أن يهدي مليكتنا إلى سبل رضاه. أسأل الله تعالى العزيز أن يهدي أيضا ذرية جلالتك ويرسِّخ أقدامهم في طريق الحق ويهدي آخرين إليه. عسى أن تستمر صفات العدل والحرية لتكون مبادئ هادية للنظام الملكي. ومجددا، وبهذه المناسبة السعيدة العظيمة، أقدم تهانيَّ القلبية المخلصة لمليكتنا الكريمة.

مع خالص تمنياتي ودعواتي.

المخلص

مرزا مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي ؏

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية


رسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية

بسم الله الرحمن الرحيم                نحمده ونصلى على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

بفضل الله ورحمته –  هو الناصر

   لندن في

14/05/2012

السيد آية الله علي حسيني خامنئي طهران، إيران

آية الله المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد مكّنكم الله تعالى لتعملوا على خدمة الإسلام في إيران، والحكومة الإيرانية تعمل الآن تحت إشرافكم، وهذا يتطلب أن نبذل أقصى جهدنا لنشر تعاليم الإسلام الصحيحة في العالم. وكمسلمين، فإننا يجب أن نسعى لنعلِّم العالمَ العيشَ بسلام وحبٍّ وانسجام. وبشكل خاص، فإن القادة المسلمين يلزمهم أن يصغوا إلى هذا الأمر بشكل عاجل. ولهذا السبب، فإنني أناشدكم أن تنبّهوا حكومتكم نحو مسئولياتها في إرساء السلام في العالم. إذا تمّتْ مهاجمة إيران، فإن من حقها أن تدافع عن نفسها لحماية البلاد، ولكن لا ينبغي التحريض على الهجوم أو القيام بالخطوة الأولى في أي صراع. وعوضًا عن ذلك، يجب بذل الجهود من أجل ترك الخلافات الدينية جانبًا في سبيل المحاولة والعمل على التوحُّد حول القيم المشتركة. إن هذا المنهج هو ما تبناه الإسلام دومًا طوال تاريخه.

إنني أكتب هذه الرسالة لكم بسبب أنني مؤمنٌ ومتّبعٌ وخليفة للمسيح الموعود والإمام المهدي ؏، والذي تنبأ بمجيئه في هذا العصر النبيُّ الكريم ﷺ. والجماعة التي أسسها حضرته تُعرف بالجماعة الإسلامية الأحمدية، وبفضل الله تعالى، فإن هذه الجماعة منتشرة الآن في 200 دولة، ولديها ملايين الأتباع المخلصين في جميع أنحاء العالم. إن رغبتنا العارمة هي في هداية العالم نحو العيش بحب متبادل وسلام، ولهذا فإنني أوجّه باستمرار الناسَ من مختلف الخلفيات نحو هذا الهدف. وبالمناسبة، فإنني قد كتبت مؤخرا رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، وإلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وإلى قادة عالمين آخرين، كذلك فقد أرسلت إلى البابا بندكت السادس عشر حول هذا الأمر.

وبصفتك قائدا روحيا لبلد إسلامي كبير، فإنني آمل أنك تتفق معي أنه لو توحَّدت الأمة الإسلامية بكاملها وعملتْ سويا، فإنه يمكن إرساء السلام العالمي. ينبغي ألا نصبّ الزيت على العداوات والأحقاد المتأججة، بل ينبغي أن نبحث عن الفرص من أجل إقامة السلام والسكينة. إضافة إلى ذلك، فإن العداوة والمعارضة بين الأطراف ينبغي ألا تفتقر إلى العدل. وهذا ما علمنا إياه القرآن الكريم:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(المائدة 9)

أسأل الله العزيز أن يمكِّن الأمة الإسلامية جمعاء والحكومات المسلمة أن تعي رسالتي هذه؛ بحيث يهيئون أنفسهم ليلعبوا أدوارهم في جهود إقامة السلام في العالم.

إن حبي للإنسانية، والذي نشأ من حبي للأمة الإسلامية جمعاء، وبسبب كوني فردا من أمة الذي هو “رحمة للعالمين” ﷺ، كل هذا دفعني أن أكتب لكم هذه الرسالة. أسأل الله تعالى أن يمكّن القادة في العالم ليفهموا كلماتي وأسأل الله أن يلعبوا دورهم في إرساء السلام العالمي، وإلا فإن تسرُّع أي دولة أو تهوّرها قد يؤدي إلى تفجير حرب كاملة بين دولتين، وصراع كهذا لن يبقى محدودا بتلك الدولتين فقط، بل سوف تحاصر ألسنة لهيب الحرب العالمَ كله. لذلك فمن المحتمل تماما أن الحرب العالمية سوف تقع، والتي لن تُستخدم فيها الأسلحة التقليدية فقط، ولكنها ستكون حربًا نووية. إن حربا نووية سوف تؤدي إلى نتائج مروعة وكارثية ومدمرة، ولن تتوقف آثارها على من سيشهدونها في وقتها، بل سوف يكون لها آثار طويلة الأمد ستقدَّم “هدية” غيرَ سارّة للأجيال القادمة الذي سيولدون بإعاقات وتشوهات. ولأجل هذا، فإنه لا ينبغي على أي بلد أن يظن أنه في مأمن من هذا الدمار الوشيك.

ولهذا، فإنني مجددا، وباسم الله ورسوله ﷺ، وبدافع التعاطف والحب للإنسانية، أناشدكم أن تلعبوا دوركم في إرساء السلام في العالم.

مع أطيب أمنياتي ودعواتي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 المخلص

مرزا مسرور أحمد

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي ؏

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدي


لقراءة كتاب الأزمة العالمیة والطریق إلی السلام نرجو الضغط هنا

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز