تحقق نبوءات المسيح الموعود عليه السلام ح 21

تفصيل كيفية تحقق نبوءة ” أرني زلزلة الساعة” وما شابهها من نبوءات..

لقد فصّلنا في الردّ الأول أن القصد من إراءة هذه الزلزلة في مثل هذه الإلهامات هو الرؤية المعنوية والتي تعني ” حدوث الشيء ووقوعه”، إلا إنه في الحقيقة وكما أسلفنا، فللنبوءات أبعاد مختلفة في تحققها، فقد تحققت بعض هذه النبوءات بصور مختلفة بأوقات مختلفة، فمثلا نرى أن بعض هذه الإلهامات قد تحققت بصورة كشف أراه الله تعالى للمسيح الموعود عليه السلام. وإليكم تفصيل هذه النبوءات مع كيفية تحققها .

لقد جاءت هذه النبوءات على النحو التالي:

31-8-1905:”أَرِني زلزلةَ الساعة.” (“الحكم”، مجلد 9، عدد 31، يوم 31/ 8/1905، ص 10، و”بدر”، مجلد 1، عدد 22، يوم 31/ 8/1905، ص 2)

فهذا إلهام بصيغة دعاء يكون القصد منه رغبة المسيح الموعود أن يرى مشهد الزلزلة رؤية كشف وقد تحقق له هذا في 27-3-1906 كما سيظهر لاحقا.

9-3-1906 “ربّ لا تُرِني زلزلة الساعة، ربّ لا تُرِني موتَ أحد منهم”: إلهام بصيغة دعاء، بحيث يكون المقصود فيه أن لا يرى المسيح الموعود بعينه هذا الزلزال نظرا لهوله وصعوبته عليه أن يراه يحدث للخلق، فدعا حضرته شفقة على خلق الله بهذا الدعاء؛ وقد تحقق له هذا الدعاء أيضا بتاريخ 27-3-1906 حيث قال:

27-3-1906: “بينما كنت أفكر اليوم في موعد وقوع الزلزلة تراءت لي كيفية الزلزلة، ثم تلقيت الإلهام التالي: “رَبَّ أَخِّرْ وقتَ هذا.” (إلهام 27/3/1906)، ولقد استجاب الله تعالى لدعائه  هذا حيث قال في الجواب: “أخّره الله إلى وقت مسمى.” (إلهام 27/3/1906).” التذكرة ص 603) كل هذا في إلهام 27-3-1906 والذي مفاده:” رب أخّر وقت هذا ، أخره الله الى وقت مسمى”

إذًا، نرى أنه في هذا التاريخ تحقق له الإلهام الأول “أَرِني زلزلةَ الساعة” برؤيته مشهد الزلزال بالكشف، كما تحقق له الإلهام الثاني “ربّ لا تُرِني زلزلة الساعة، ربّ لا تُرِني موتَ أحد منهم” بأن تلقى حينها إلهاما آخر مطابقا له “رَبَّ أَخِّرْ وقتَ هذا”، فاستجاب الله له الدعاء وقال بإلهام تال له: “أخّره الله إلى وقت مسمى.”

9-4-1906″ رب أرني زلزلة الساعة”: وهذا أيضا إلهام بصيغة دعاء، معبر عن حرقة المسيح الموعود أن يلجأ الناس إلى ربهم ويتوبوا عن معاصيهم وإلا فإن الله لا بد أن يري جلاله في تأييده لمبعوث السماء. أو انه يعني طلب المسيح الموعود ان يرى مشهد الزلزلة مرة أخرى فتلقى الوحي التالي:

20-5- 1906: أريك زلزلة الساعة

وقد تحقق كل هذا بصورة كشف أو رؤيا رآها حضرته في 11-6-1906 حيث جاء:

11-6-1906: أُريتُ مشهدَ الزلزال ونزل معه الوحي التالي: “لِمَن المُلْكُ اليومَ، للهِ الواحد القهّار.” التذكرة نقلا عن (“بدر”، مجلد 2، عدد 24، يوم 14/ 6/1906، ص 2، و”الحكم”، مجلد 10، عدد 21، يوم 17/ 6/1906، ص 1)

16-6-1906: الزلزال وشيك

22-7-1906 : أريك زلزلة الساعة ، يريكم الله زلزلة الساعة ، أري بريق آيتي هذه 5 مرات ، وهذان الإلهامان الاخيران فقد تحققت بصورة معنوية كما شرحناه في الرد الأول بوقوع الحرب العالمية الأولى. وقلنا أن الرؤية هنا ليست رؤية العين أو الرؤية الظاهرية بل الرؤية المعنوية.

والحق أن هذه الرؤية المعنوية المتحققة بالحرب العالمية الأولى أو الحروب العالمية، تنطبق على مجمل الإلهامات التي تقول برؤية زلزلة الساعة، أو التي جاءت بصيغة دعاؤ لرؤية زلزلة الساعة؛ وإما الإلهامات التي جاءة بصيغة دعاء بأن لا يرى المسيح الموعود هذه الزلزلة فإنما تنم عن رغبته عليه السلام إما ان لا يحدث كل هذا لخلق الله شفقة عليهم أو على الأقل أن لا يرى هو بنفسه هذا المشهد بشكل فعلي حقيقي؛ فأخره الله تعالى لما بعد وفاته إلا أنه بقي في المدى الأقصى المقدر لحياته وهو 86 عام كما أوضحناه.

وبهذا نكون أعزاءنا المشاهدين قد بيّنا من خلال كل ما عرضناه في سلسلة الحلقات هذه، أن جميع نبوءات المسيح الموعود عليه السلام عن الزلازل قد تحققت بالفعل ولا تزال تتحقق، بما يشكل دليلا ساطعا على صدق حضرته عليه السلام وصدق دعواه. وبإثباتنا تحقق هذا الجزء اليسير من نبوءات حضرته عليه السلام، نكون قد أثبتنا نبوّته ودعواه، وهذا لوحده ينسف كل الاعتراضات التي يدلي بها المعارضون والمبنية على سوء الظن ليس إلا.

فبد إثباتنا النبوّة والنبوءات، لا يسعنا بعدها إلا أن نقول عن أي أمر صرّح به حضرته عليه السلام أو أي كلمة قالها: إن كان قالها فقد صدق، دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث فيها؛ بحيث لا نكون ملزمين إلى الانجرار وراء كل اعتراض يدلي به المعارضون من أجل الرد عليه، فيكفينا إثبات النبوءات كدليل على بطلان فتنة المعارضين واجتثاثها من جذورها وهذا ما سنستمر به في الحلقات المقبلة إن شاء الله تعالى.