قلت سابقا إن المعارضين المتأخرين شرٌّ من المتقدمين لأنهم يتجرأون بوقاحة وتسرُّع على اختراع اعتراضات لم يكن لها أي أثر في زمانها، مصدرها خيالهم المريض ومقارناتهم وقياساتهم الفاسدة، مما يكشف عن حقيقة خبثهم وسوء سريرتهم، وبذلك يشابهون أعداء الإسلام المتأخرين الذين يقدِّمون اعتراضات متماثلة، وضربت مثالا هو ادعاء هؤلاء المتأخرين أن قضية “محمدي بيغم” كانت قضية ملاحقة طفلة ثم امرأة متزوجة! وهذا يماثل تماما ادعاء أعداء الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج السيدة عائشة وهي طفلة، وغير ذلك من قياساتهم السخيفة البائسة.

الشيخ ثناء الله الأمرتسري كان معروفا بأنه جريء على الكذب إلى أقصى حد، وأنه كان مراوغا بطريقة سخيفة مخجلة، لذلك كان يدعي أنه يتقدم للمباهلة ثم يتراجع، ثم يتهرب. ونتيجة مراوغته وصبيانيته وكذبه الفاضح وسوء سلوكه عموما فقد سئمت منه فرقته من أهل الحديث حتى إنهم استصدروا فتوى بتكفيره أخيرا من مكة المكرمة. وفي قضية “محمدي بيغم” سيتبين أنه قدَّم شهادة مزورة وقدَّم شهود زور أيضا. ورغم أن هذه الشهادة منقوضة أصلا بسبب أن عددا من العائلة قد دخلوا في الجماعة وأكدوا بأنفسهم بأن مرزا سلطان محمد زوج محمدي بيغم قد خاف النبوءة وتاب ولأجل ذلك رفع عنه العذاب وفقا للنبوءة، إلا أننا نقدم أدناه الدليل على كذب ثناء الله وتزويره.

فالخيبة والخسران له ولشهود الزور من صغار أتباعه المتأخرين ذوي النفوس المريضة مولِّدي الكذب وناقليه.


ترجمة الصفحات المرفقة:

بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده ونصلي على رسوله الكريم وعلى عبده المسيح الموعود

بعد توبة مرزا سلطان محمد المحترم لا يصحّ اعتراض المعترضين أنه لماذا لم يمت في حياة المسيح الموعود عليه السلام. وذلك لأن توبته كانت نصوحا، ولذلك انصرف عنه موتُ الوعيد نهائيا على شاكلة قوم يونس عليه السلام، ومن ثم حين انتفع من شرط التوبة لم يعدْ نكاح حضرته بمحمدي بيغم ضروريا. وهذا يطابق تمامًا إلهاماتِ حضرته عليه السلام. كان حضرته عليه السلام قد تحدى جميع المعترضين على النبوءة في كتابه عاقبة آتهم، أن يستصدروا من صهر أحمد بيك إعلانَ التكذيب، وفي هذه الحالة إذا تأخر موتُه عن الميعاد الذي سيحدده الله لموته فسيعدّ حضرته عليه السلام كاذبا.

فقد أغراه الآريون والنصارى بمئات الألوف من الروبيات، على أن يرفع القضية ضد حضرته عليه السلام، كما قابله المولوي ثناء الله الأمرتسري أيضا وطلب منه يكتب له أنه لم يصدق النبوءة قط، لكن مرزا سلطان محمد المحترم لم يستعدّ لهذا الأمر.

الشهادة المحلفة للمولوي ظهور حسين المحترم الداعية الأول في بخارى
على طلب المولوي ثناء الله التصريح الخطي من مرزا سلطان محمد حول تكذيب النبوءة.
حين ذكرتُ أنا العبد المتواضع القاضي محمد نذير هذه النبوءةَ للمولوي ظهور حسين المحترم الداعية الأحمدي الأول في بخارى، أدلى بشهادته التالية ثم سجلها محلّفا إثر طلب مني، وهي:

بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم وعلى عبد المسيح الموعود

البيان المحلَّف

قبل مدة من استقلال باكستان في 1933 أو 1934 على أغلب الظن، سنح لي الذهاب إلى منطقة بتي قصد التبليغ، وهناك صادف لي مقابلةُ مرزا سلطان محمد المحترم صهرِ مرزا أحمد بيك. فقال لي أثناء الحديث معربا عن عواطف الاعتقاد والتعظيم لسيدنا المسيح الموعود : ذات يوم جاءني المولوي ثناءُ الله الأمرتسري في “بتي” فبدأت فورَ رؤيته أدبّر له الضيافة. فقال المولوي: أولا أود أن أذكر لك طلبي وبعد ذلك سأشرب الماء، وطلبي أن تكتب لي تصريحا خطيا أن نبوءة مرزا غلام أحمد بخصوص محمدي بيغم بطلت. فقلت له: من آداب الضيافة أن أُجلسك أولا وأقدم لك الماء وغيره، ثم ألتفت إلى أمر آخر. لكن المولوي ظل يردد قوله. فرفضتُ إعطاءه مثل هذا التصريح الخطي بجلاء، فعاد خائبا.

بعد سرْد هذه القصة قال لي مرزا سلطان محمد المحترم: إنما كان اعتقادي في حضرة المرزا المحترم الذي بدافعه لم أستجب للمولوي ثناء الله مطلقا. ثم أضاف قائلا: لقد طلب مني مثلَ هذا التصريح الخطي كبارُ قادة الآريين والنصارى أيضا لكنني لم أستجب لأحدهم، ورفضت صراحة إعطاء التصريح من هذا القبيل. وحسب ما أتذكر قال لي أيضا: إن الاعتقاد الذي أكنّ لحضرته لا يكنّ له كثير من الأحمديين.

العبد المتواضع
ظهور حسين الداعية السابق في روسيا 20/4/1959
الشاهد الأول: سيد عبد الحي بخط يده
الشاهد الثاني: محمود أحمد مختار (شاهد)

كان تصديق مرزا سلطان محمد المحترم هذا يقتضي أن يتخلص من موت الوعيد بسبب انتفاعه من التوبة بحسب ما ورد في الإلهامات. وإضافة إليه قد صدَّق معظم أفراد العائلة الذين كانت لهم علاقةٌ مباشرة بالنبوءة بانضمامهم إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية أن مرزا سلطان محمد المحترم إنما نجا من موت الوعيد لتصديقه النبوءةَ.


وهكذا، أقول أخيرا، إذا كان المولوي ثناء الله قد انتصر في المباهلة فكان يجب أن يقنع بهذا الأمر ولا يهتم مطلقا بالجماعة ولا بالنبوءات الأخرى. فما الذي دفعه بعد سنوات طويلة أن يذهب ليحاول إثبات بطلان نبوءة محمدي بيغم لو كان هذا حاله بالفعل؟

سعيه الحثيث إنما دليل على أنه قد فشل فشلا ذريعا، وواقع الحال يبين ذلك، إذ الجماعة في ازدهار وهو قد طواه الزمان والنسيان إلا بسبب معارضته للجماعة.

 

About الأستاذ تميم أبو دقة

من مواليد عمَّان، الأردن سنة 1968 بدأ بتعلَّم القرآن الكريم وحفظ بعض سوره وفي تعليمه الديني في سنٍّ مبكرة وبدأ بتعليم القرآن في المساجد في الثانية عشرة من عمره. انضم إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية عام 1987 قبل أن يبلغ التاسعة عشرة من العمر وكان من أوائل الأحمديين العرب. يعمل في خدمة الجماعة في المكتب العربي المركزي وفي برامج القناة الإسلامية الأحمدية وفي خدمات التربية والتعليم لأفراد الجماعة وفي العديد من الأنشطة المركزية. أوفده الخليفة الخامس نصره الله تعالى ممثلا ومندوبا لحضرته إلى عدد من الدول، وكرَّمه الخليفة نصره الله بلقب “عالِم” في العديد من المناسبات. عضو مؤسس ومعدّ في فريق البرنامج الشهير “الحوار المباشر” الذي انطلق رسميا عام 2006 والذي دافع عن الإسلام ضد الهجمة المسيحية التي انطلقت على بعض القنوات في بداية الألفية وأخمدها، والذي أسهم في تعريف الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى العالم العربي، والذي يبث الآن مترجما ترجمة فورية إلى العديد من اللغات. وهذا البرنامج أصبح نموذجا للعديد من البرامج المشابهة في اللغات الأخرى. شارك ويشارك في العديد من البرامج الأخرى وخاصة المباشرة في اللغة العربية وفي بعض البرامج باللغة الإنجليزية. عضو هيئة التحرير لمجلة “ريفيو أوف ريلجنز” الإنجليزية العريقة التي بدأ إصدارها في زمن الإمام المهدي والمسيح الموعود عام 1902م.

View all posts by الأستاذ تميم أبو دقة