تحقق نبوءات سيدنا أحمد عليه السلام ح1

الرد على شبهة عدم تحقق النبوءات

هذه هي الحلقة الأولى من سلسلة الردود على الشبهات التي تثار حول تحقّق نبوءات سيدنا أحمد عليه السلام المسيح الموعود والمهدي المعهود. نؤكد ونثبت من خلال هذه الحلقة، ما أقرّه المسيح الموعود عليه السلام حيث قال: “فما مِن نبوءة من نبوءاتي إلا وتحققت أو تحقق أحد جزءيها على الأقل، ولن يعثر أحد على أي نبوءة خرجتْ من فمي يستطيع القول إنها أخطأتْ ولو مات بحثًا عنها.” (سفينة نوح)؛ وندحض بذلك الشبهة التي أثيرت لنقض قول حضرته عليه السلام، بأنه لا يستطيع المرء أن يثبت صدق نبوءة واحدة من نبوءات المسيح الموعود يقينا، ولن يعثر على نبوءة كهذه ولو مات وهو يبحث عنها.

الحلقة:

الاعتراض:

قُدم المقتبس التالي من كلام سيدنا المسيح الموعود عليه السلام:

فما مِن نبوءة من نبوءاتي إلا وتحققت أو تحقق أحد جزءيها على الأقل، ولن يعثر أحد على أي نبوءة خرجتْ من فمي يستطيع القول إنها أخطأتْ ولو مات بحثًا عنها.” (سفينة نوح)

بعد تقديم هذا المقتبس أثيرت شبهة في هذا الصدد حيث قيل:

على عكس ما يقوله المسيح الموعود في هذا المقتبس، فلا يستطيع المرء أن يثبت صدق نبوءة واحدة من نبوءات المسيح الموعود عليه السلام

بشكل يقينيّ ، ولن يعثر على نبوءة كهذه ولو مات وهو يبحث عنها.

الرد:

ردًّا على هذا التحدي نذكر تحقُّقَ بعض النبوءات لسيدنا أحمد عليه السلام يقينًا بما لا يمكن إنكاره.

يقول الله في القرآن الكريم لسيدنا إبراهيم عليه السلام: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

بعد نزول هذا الوحي إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام كلُّ من ذهب للحج أو العمرة إلى يومنا هذا أو سيذهب إلى يوم القيامة شاهدٌ على أن ما أنبأ الله به إبراهيمَ عليه السلام قد صدق، وأن ما قاله القرآن الكريم أيضا صادق.

ومثل ذلك خاطَب الله سبحانه وتعالى مؤسسَ الجماعة الإسلامية الأحمدية قائلا: ألا إنّ نصر اللهِ قريبٌ. يأتيك مِن كلِّ فَجٍّ عميقٍ، يأتون مِن كلِّ فَجٍّ عميقٍ. (البراهين الأحمدية، الجزء الثالث، الخزائن الروحانية، مجلد أول، ص 265-268، الحاشية في الحاشية 1)

1- نزل عليه هذا الوحي الإلهي في عام 1882 وأُخبرَ فيه أنه سيأتيه الهدايا والمال والملابس وسيأتيه الناس أيضا. كان سيدنا المسيح الموعود عليه السلام مقيمًا في قرية لم يصل إليها أي شارع ولم يكن الباص أو القطار أيضا يذهب إليها. وكانت أقرب محطة قطار على بُعد 12 اثني عشرة ميلا من قاديان، لم تكن في هذه القرية أعمال الصناعة والحرفة، ولم يكن بها أي سوق تجاري سوى بعض المتاجر البسيطة، ومع ذلك قال الله سبحانه وتعالى له سيأتيك أناس وهدايا وأموال. وبعد هذا الخبر كلُّ من سافر إلى قاديان وكل نوع من الهدايا التي تلقاها حضرته دليل على تحقُّق هذه النبوءة.

إن لم يكن الله سبحانه وتعالى قد أنبأه بهذا الخبر في الوحي، فبيان هذا الخبر ونشره ونسبته إلى الله سبحانه وتعالى كان بمنـزلة إثارة غيرة الله، ونتيجة لذلك كان ينبغي أن لا يأتي إلى حضرته أي إنسان ولا أي هدية.

2- خاطَب الله سبحانه وتعالى مؤسس الجماعة قائلا: فحان أن تُعانَ وتُعرفَ بين النّاس. (البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد 1، ص 581-586، الحاشية في الحاشية 3)

نسأل الإخوة الكرام أن يسألوا قلوبهم مستشهدين اللهَ سبحانه وتعالى، هل تحقَّق ما وعد الله سبحانه وتعالى المسيحَ الموعود عليه السلام أم لا؟ هل تحققت هذه النبوءة أم لا؟ هل جعله الله معروفا ومشهورا بين الناس أم لا؟

3- أنبأه الله سبحانه وتعالى قائلا: “سبحان الله، تباركَ وتعالى، زاد مجدَك، ينقطع آباؤك ويُبدأُ منك.” (البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد 1، ص 581-586، الحاشية في الحاشية 3)

وليكن معلوما أنه عندما أنبأه الله سبحانه وتعالى بذلك كان عدد الرجال في عائلته قرابة 70 رجلا، والله سبحانه وتعالى يقول له في هذه النبوءة إن نسل آبائك سينقطع، وأن هذه العائلة ستبدأ منك الآن. ما أعظمَ الادعاء في هذا الوحي الإلهي! لقد صدر الإعلان بانقطاع نسل جميع الرجال الذين كانوا أحياء عندها في تلك العائلة، وصدر الوعد بأن النسل بعد الآن سيستمر منه عليه السلام. لو صار اثنان أو ثلاثة في العائلة غير قادرين على الإنجاب لعُد هذا صدفة طبيعية، أما هنا فقد أعلن الله تعالى أن نسل جميع الرجال في هذه العائلة سينقطع. فما أعظمَ الوعدَ الإلهي بأن النسل في المستقبل يستمر منه عليه السلام. لا يقدر أي إنسان على القول بأنه سيعيش مدة معينة وأن نسله سيستمر حتما أم لا. لكن الذي حصل هنا هو أن نسل جميع أفراد هذه العائلة قد انقطع، ولم يستمر نسل أحد منهم إلا الذي بايع المسيح الموعود عليه السلام.

فلا يوجد اليوم في العالم إنسان واحد يقدر على تكذيب هذا الوحي الإلهي فيقول: أنا لست من نسل مؤسس الجماعة بل أنا من سلالة الرجل الفلاني من هذه العائلة الذي كان يكفر به. فهل من أحد في العالم يقدر على تكذيب هذا الأمر الواقع. فيا لها من نبوءة عظيمة قد تحققت أمام المعترضين ولكنهم يتعامون عنها.

4- جعل الله سبحانه وتعالى سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا، وحين أعلن دعواه عاداه جميع أفراد عائلته وجميع سكان مدينته وريفها وجميع قبائل البلاد العربية والمشركون واليهود والنصارى والحكومة الرومية والحكومة الفارسية، لكن الله سبحانه وتعالى وعَده: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (المائدة: 68)

فلم يقدر أحد على قتله وحفِظه الله سبحانه وتعالى ومات موتا طبيعيا.

ونرى أن الله سبحانه وتعالى قد قطع الوعد نفسه مع المسيح الموعود عليه السلام أيضا، حيث قال سبحانه وتعالى: “وإنْ لم يعصمْك الناس فيعصمك الله من عنده. يعصمك الله من عنده وإن لـم يعصمك الناس.“(البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد 1، ص 608-623، الحاشية في الحاشية 3)

بعد تلقي هذا الوحي أصبحت عائلته عدوة له، وصار سكان قاديان والهندوس والسيخ أعداء له، وعاداه النصارى وجميع فِرق المسلمين. وصدرت فتاوى كفره وقتله، ورُفعت ضده قضايا بالقتل، لكن الله سبحانه وتعالى قد خيَّب جميع محاولات أعدائه لقتله وحفِظه طول حياته وتوفَّاه موتا طبيعيا.

فهل من شك في تحقق هذه النبوءة؟؟!!

5- يقول مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية عليه السلام موجِّها الخطاب إلى الشيخ المعارض سعد الله اللدهيانوي: والله قد تلقيت الآن في هذه الساعة في 29/9/1894 إلهاما بحقك: إن شانئك هو الأبتر.

حين تلقَّى عليه السلام هذا الإلهام كان للشيخ سعد الله ابنٌ بالغ حي، وكان سعد الله نفسه أيضا شابًّا، لكنه بعد هذا الإلهام لم يقدر على الإنجاب هو نفسه ولا ابنُه.

ليس في العالم اليوم أحدٌ يقول إن هذه النبوءة لم تتحقق لأنني موجود من نسل الشيخ سعد الله اللدهيانوي!

6- كان سيدنا المسيح الموعود عليه السلام قد باهل معارضًا سليط اللسان الشيخ عبد الحق الغزنوي، وكتب حضرته عليه السلام في 16/1/1897 في بيان البركات التي جناها حضرته نتيجة لهذه المباهلة فقال: قد أنبأْنا في الإلهام بتواتر بولادة ولدٍ رابع أيضا، ونؤكد لعبد الحق أنه لن يموت قبل أن يسمع تحقق هذا الإلهام أيضا، فليُبطِل هذه النبوءة بالدعاء إن كان يملك أي قدرة. (ضميمة عاقبة آتهم)

بعد صدور هذه النبوءة بسنتين ونصف بالضبط، أي في 14/6/1899، وهب الله سبحانه وتعالى للمسيح الموعود عليه السلام ولدًا سمَّاه “مبارك أحمد”.

فما رأي المعارضين؟ هل تحققت هذه النبوءة أم لا. من ذا الذي يقدر على القول إنه سيولد له ولدٌ ، وأن فلانا من المعارضين لن يموت قبل ولادة ذلك الولد؟

كلا، بل لا أحد يستطيع القول بأنه نفسَه أيضًا لن يموت خلال هذه المدة دع عنك أن يولد له ولد.

7- أوحى الله سبحانه وتعالى إلى مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية: لن تنقطع ذريتك بل تبقى مخضرّة إلى آخر الأيام. سيحمي الله تعالى اسمك بالعزة والمكرمة إلى انقطاع الدنيا. وسيبلّغ دعوتك إلى أقصى أطراف الأرضين. سأرفعك إليّ، ولكن لن يُرفع اسمك من صفحة الأرض. والذين يريدون إهانتك ويعكفون على إفشالك ويفكرون في القضاء عليك سوف يفشلون بأنفسهم ويموتون بالخيبة والخسران. ولكن الله يرزقك فلاحا كاملا. (إعلان 20/2/1886)

لا أحد من البشر يقدر على الجزم بأنه سينجب وأن ذريته ستعيش ولن تنقطع ذريته وأن رسالته ستصل إلى العالم.

بالله عليكم، ألـمْ يوصل الله سبحانه وتعالى رسالة المسيح الموعود عليه السلام إلى أنحاء العالم عبر الجرائد والمجلات والإذاعة والتلفاز وأم تي ايه ويوتيوب والإنترنت؟ لقد بذلت جميع الملل والأديان والفرق وكبار العلماء والمشايخ والحكومات جهودا جبارة ومكروا مكرا كُبّارا لمنع دعوة حضرته عليه السلام من الانتشار، فهل كتب الله لهم النجاح أم خيَّبهم. هل نجحوا في منع دعوته من الوصول إلى أنحاء العالم ؟

إن الاستهزاء الذي اتخذه المعترضون ضد المسيح الموعود عليه السلام ليس جديدًا أو فريدا، بل هو سنة معارضي الحق منذ الأزل، وبرهان على صدق رسل الله سبحانه وتعالى فقد قال تعالى:

(يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (يس: 31)