المعترض: هل عبد المسيح عيسى في حياته؟

 لقد توفي بولس سنة ٦7/٦٤ للميلاد مما يعني أن عيسى عَلَيهِ السَلام بحسب كلام الميرزا عاش أطول من بولس بـ 55 سنة لأن عيسى عاش كما يقول الميرزا 120 سنة ! فكيف عَبَدَ النَّاسُ عيسى في حياته؟ هذا تناقض لما يقوله مؤسس الجماعة الأحمدية !

الرد: المسيح لم يشهد على شرك النصارى

بلا شك أن المسيح عَلَيهِ السَلام لم يشهد على شرك النصارى به وتأليهه وما إلى ذلك من كفريات في حياته الشريفة عَلَيهِ السَلام حتى إذا افترضنا أن بذرة الشرك بدأت في الشرق وفي كشمير نفسها أثناء حياته عَلَيهِ السَلام، فالمهم أن المسيح عَلَيهِ السَلام لم يلتق بهؤلاء ولم يسع إلى تبديد ذلك، لأنها لو حدثت في ذلك الوقت فقد كانت مجرد بذرة تبلورت كما يقول المسيحيون أنفسهم بعد قرون من حادثة الصلب. فالقضية حسمها القُرآن الكَرِيم أن المسيح عَلَيهِ السَلام لم يشهد شرك النصارى في حياته حتى إذا حدث ذلك في حياته، فالمهم هي الشهادة وليس حدوث الأمر في حياته على فرض ذلك. يقول تعالى ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾. فلا مجال لافتراض ذلك بأي حال لأن القُرآن الكَرِيم هو الذي أجاب على هذا السؤال.

وقد بيَّنَ مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام أن وفاة المسيح هي في الحقيقة التي تمنع شهادته على شرك النصارى، إذ لو كان المسيح حياً كما يظن خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية لكان شاهداً على شرك النصارى سواء وهو في السماء أو بعد نزوله منها ووفاته بعد ذلك. إذن فالامر محسوم بلا أدنى شك؛ أن المسيح عَلَيهِ السَلام لم يشهد شرك النصارى في حياته وبالتالي فهو ليس حياً عَلَيهِ السَلام بل توفي كما قال القُرآن الكَرِيم.

كما أنه لا يوجد سجل صحيح موثق لتاريخ ولادة ووفاة بولس بل هي مجرد تخمينات لا تقوم على أساس. إنَّ من أهم المصادر المعتمدة في البحث العلمي هي الموسوعة البريطانية والموسوعة العالمية، وكل منها يذكر ميلاد ووفاة بولس وأمامها علامة استفهام  للدلالة على أن هذا التاريخ ليس معتمَداً من قبل الموسوعة بل هو مجرد تخمين لا يقوم على وثيقة تاريخية. إذاً، فالاحتجاج بتاريخ وفاة بولس باطل لا دليل عليه.

الحق أن الله تعالى أرسل عيسى عَلَيهِ السَلام فقط إلى بني إسرائيل لا لغيرهم كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ﴾ (الصف 7). ولم يؤمن بنو إسرائيل ببولس في حياة المسيح عَلَيهِ السَلام بل كانوا من أشد المعارضين له، ولم يقبلوه إلا بعد وفاة المسيح وليس في حياته عَلَيهِ السَلام.

بولس لم يكن من بني إسرائيل

هذا ما قاله أهم علماء الكتاب المقدس والتراث اليهودي السيد “حاييم مكوبي” في الصفحة 17 من كتابه “The Mythmaker”:

لم يكن بولس أصلاً من بني إسرائيل وليس له أي خلفية فريسية ولا تلقى أي تعليم خاص بذلك بل كان من أبناء الأمم الأخرى ثم اعتنق اليهودية لاحقاً في طرسوس وهو رجل بالغ ثم جاء إلى أورشليم وأصبح مساعداً للكاهن الأعلى، وبعد أن خاب أمله سعى لنيل الشهرة وأنشأ لنفسه ديناً جديداً.“. أهـ

والنص الأصلي كما يلي:

“A source of information about Paul that has never been taken seriously enough is a group called the Ebionites. Their writings were suppressed by the Church, but some of their views and traditions were preserved in the writings of their opponents, particularly in the huge treatise on Heresies by Epiphanius. From this it appears that the Ebionites had a very different account to give of Paul’s background and early life from that found in the New Testament and fostered by Paul himself. The Ebionites testified that Paul had no Pharisaic background or training; he was the son of Gentiles, converted to Judaism, in Tarsus, came to Jerusalem when an adult, and attached himself to the High Priest as a henchman. Disappointed in his hopes of advancement, he broke with the High Priest and sought fame by founding a new religion.” (The Mythmaker, page 17).

أتباع المسيح يتبرأون من بولس

كذلك ذكر العالم الشهير “حاييم مكوبي” في الصفحات 15-1٦ من نفس الكتاب بأن “الكنيسة الأولى بعد وفاة المسيح تأسست على يد يعقوب وبطرس فقط وضمت المسيحيين الأوائل الذين سُمّوا وقتها بالناصريين أو النصارى، ولم يكن المسيحيون الأوائل يؤمنون بنسْخ المسيح للدين اليهودي والتوراة خاصة وأنهم على معرفة شخصية بالمسيح وكانوا يشاهدونه بام أعينهم وهو يلتزم بشريعة اليهود طيلة حياته، وكانوا أنفسهم ملتزمون بالشريعة اليهودية، فكانوا يقومون بالختان ولا يأكلون الطعام المحرم ويبجلون المعبد. لم يكن النصارى الأوائل يعتقدون باتّباع دين جديد بل كانوا يرون ديانتهم هي اليهودية فقط. لقد تبادر الشك إلى قلوب النصارى حول بولس بعد أن سمعوه ينشر بين الناس بأن المسيح أسس ديناً جديداً وأنه نسَخَ التوراة. وبعد فشل محاولة (الكنيسة ممثلة بيعقوب وبطرس) التفاهم مع بولس انفسخوا عنه وتبرأوا منه.” أهـ

النص كالتالي:

The first followers of Jesus, under James and Peter, founded the Jerusalem Church after Jesus’ death. They were called the Nazarenes,…… The Nazarenes did not believe that Jesus had abrogated the Jewish religion, or Torah. Having known Jesus personally, they were aware that he had observed the Jewish religious law all his life ………… The Nazarenes were themselves very observant of Jewish religious law. They practiced circumcision, did not eat the forbidden foods and showed great respect to the Temple. The Nazarenes did not regard themselves as belonging to a new religion; their religion was Judaism. ……. The Nazarenes became suspicious of Paul when they heard that he was preaching that Jesus was the founder of a new religion and that he had abrogated the Torah. After an attempt to reach an understanding with Paul, the Nazarenes (i.e. the Jerusalem Church under James and Peter) broke irrevocably with Paul and disowned him. (The Mythmaker, Pages 15-16)

إذاً لم يكن أحد من المسيحيين يعبد المسيح عَلَيهِ السَلام اثناء حياته في كشمير، وأن القول بذلك هو جهل بالتاريخ بل والقرآن الكريم الذي يفر منه المعترض لأنه يقيم الحجة عليه حول هذا الموضوع بالذات.

المسيح يتبرأ من شرك الناس به بشهادةالقرآن الكريم

يقول تعالى:

﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ . مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (المائدة 117-11٨)

هذه الآية هي حوار بين الله ﷻ والمسيح عَلَيهِ السَلام يوم القيامة يسأله تعالى: هل أنت الذي طلبت من الناس أن يعبدوك وأمك من دون الله ؟، فيرد المسيح عَلَيهِ السَلام بأن الله تعالى هو الأعلم بما قال وبأنه عَلَيهِ السَلام يتحمل كامل المسؤولية فقط عندما كان حياً بينهم فكان رقيباً شهيداً عليهم عندئذ، بمعنى أن المسيحيين في حياته ورقابته لم يعبدوا إلا الله تعالى ولم يشركوا به أحداً، وأنه غير مسؤول عما حدث بعد وفاته (موته) لأن الله تعالى كان هو الرقيب عليهم من بعده. إن قوله عَلَيهِ السَلام {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} يقطع بأن التوفي يعني الموت فقط وهو أصل الفعل توفى أي قبض النفس بالموت إلا أن تصرفه قرينتا (النوم أو الليل).

مما تقطع به الآية أعلاه أيضاً هو عدم عودة المسيح بجسده المادي إلى الدنيا في آخر الزمان وإلا صار ثمة تناقض في القرآن الكريم والعياذ بالله، فلو افترضنا أن عيسى عَلَيهِ السَلام سيعود إلى الدنيا بعد 2000 عام فإن كلام القرآن الكريم لن يكون صحيحاً والعياذ بالله حول كون الله تعالى هو الرقيب الوحيد على المسيحيين بعد مغادرة المسيح عَلَيهِ السَلام لهم، وسوف تكون الاحتمالات هي أما أن القرآن الكريم مخطئ أو أن المسيح كذبَ والعياذ بالله أو أن المسيح توفي بالفعل أي مات. وَإِن القاريء المنصف سيدرك بداهة أن الخيار الوحيد هو أن المسيح عَلَيهِ السَلام قد مات. يقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في كتاب الوصية:

“لقد توفّى الله تعالى عيسى عَلَيهِ السَلام كما تشهد على وفاته الآية الواضحة والصريحة ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ التي تعني حسب سياقها وسباقها أن الله تعالى يسأل عيسى يوم القيامة ﴿أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾؟ فيقول: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ﴾، أي لا علم لي عن ضلالتهم شيئا بعد أن توفيتني.

والآن للمرء أن يفهم من ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي﴾ أي فلما قبضتَ روحي، أو ليفهم تعنّتاً فلما رفعتَني إلى السماء بجسمي العنصري. على أية حال، فمما يتأكد من هذه الآية أن عيسى عَلَيهِ السَلام لن يعود ثانية إلى الدنيا. لأنه لو كان قد رجع إلى الدنيا قبل يوم القيامة وكسر الصليب فلا يمكن له، وهو نبي الله، أن يكذب كذباً صريحاً أمام الله يوم القيامة ويقول: لا علم لي بأن أمتي نحتت من بعدي هذه العقيدة الفاسدة، واتخذوني وأمي إلهين. وهل من المعقول أن يعود شخص الى الدنيا ثانية ويعيش فيها أربعين عاما ويقاتل النصارى ثم يكذب -رغم كونه نبيا- مثل هذا الكذب الشنيع ويقول بأنني لا أعلم شيئا. إذاً فهذه الاية تمنع رجوع عيسى ثانية وإلا كان من الكاذبين. فإذا كان في السماء بجسمه العنصري وبحسب هذه الآية لن ينزل إلى الأرض إلى يوم القيامة، فهل سيموت في السماء، ويكون قبره أيضاً في السماء؟ في حين أن موته يناقض قوله تعالى: ﴿وَفِيهَا تَمُوتُونَ﴾ (الأعراف 2٦) فهكذا ثبت أنه لم يُرفع إلى السماء بجسمه العنصري بل رُفع بعد موته. فما دام كتاب الله قد حسم هذه القضية بصراحة كاملة، فماذا تكون مخالفة كتاب الله سوى المعصية؟” (الوصية ص 1٦-17)

لو كان عيسى عَلَيهِ السَلام سيعود إلى الدنيا لكانت هذه هي الفرصة المناسبة لذِكر ذلك، ولكنه نفى حتى علمه بعبادة الناس له من بعده. كان سيقول بأنه رقيبٌ عليهم ليس فقط قبل وفاته بل وبعدها أيضاً عندما يعود إلى الدنيا ويرى الناس تعبده من دون الله ﷻ.

قطع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بتفسير معنى الوفاة في الآية

لقد اقتبس النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ذات الآية للتأكيد على مفارقته للصحابة رضوان الله عليهم بالموت كما يلي:

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، شَيْخٍ مِنَ النَّخَعِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ‏”‏ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً ‏{‏كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ‏}‏ ثُمَّ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، أَلاَ إِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقَالُ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ ‏{‏وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ‏}‏ إِلَى قَوْلِهِ ‏{‏شَهِيدٌ‏}‏ فَيُقَالُ إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ”‏‏.‏ (صحيح البخاري)

لقد قطع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بنفسه معنى التوفي بأنه الموت وبالذات في هذه الآية الخاصة بوفاة عيسى عَلَيهِ السَلام. هذا بالاضافة إلى عشرات الآيات في القرآن الكريم التي تذكر أصل الفعل بلا قرينة صرف (النوم والليل) أي قبض النفس بالموت، وهو قول ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في صحيح البخاري “متوفيك أي مميتك” وغير ذلك، والحديث النبوي أعلاه من صحيح البخاري إضافة إلى تعريف معاجم اللغة عند بحث لفظ “توفى” كما يلي:

الوفاة من القاموس

تَوَفَّى: (فعل) توفَّى يتوفَّى ، توفَّ ، توفّيًا ، فهو مُتَوَفٍّ ، والمفعول مُتَوَفًّى – للمتعدِّي تَوَفَّاهُ اللَّهُ : أَخَذَ رُوحَهُ ، أمَاتَهُ.” (معجم لين، لسان العرب، معجم الغني وغيرها)

وهذا هو النص من معجم لَين تحت “توفّى” :

Waw-Fa-Ya = to reach the end, keep ones promise, fulfil ones engagement, pay a debt, perform a promise. tawaffa – to die. wafaat – death.

Tawaffaa (prf 3rd. p. m. sing. V.): He causes to die.

Tawaffat (prf 3rd. p. f. sing. V.): They take away the soul.

Tawaffaitanii (prf. 2nd. p. m. sing. V.): ‘You caused me to die.

Tatawaffaa (imp. 3rd.p.f.sing. V.): She causes to die.

Yatawaffaa (imp. 3rd. p. m. sing. V.): He causes to die.

Tawaffanii: Let me die; Let it be that I die.

Yutawaffaa (pp. 3rd. p. m. sing. V.): He has died.

Yutawaffauna (pip. 3rd. p. m. plu. V.): They die.

Mutawaffikka (ap-der. m. sing. V.): Cause you to die a natural death.

فمن توفاه الله تعالى فقد أخذ روحه أي مات كما ثبت من الشواهد جميعاً بلا مجال للمراء.

تحدي المسيح الموعود بمعنى التوفي من كلام العرب

ويبقى التحدي الذي طرحه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام قائما:

وإذا استطاع أحدٌ أن يُقدِّم من القرآن الكريم أو حديث رسول الله ﷺ، أو من أشعار العرب وقصائدهم، أو من منظومهم ومنثورهم القديم أو الحديث -استخدام فعل التوفي بحق ذوي الأرواح حين يكون الفاعل هو الله تعالى- بأي معنى سوى قبض الروح والإماتة، أي بمعنى قبض الجسم أيضا؛ فها أنا أُقِر قراراً صادقاً وشرعيا حلفاً بالله جلَّ شأنه بأنني سأدفع له ألف روبية نقداً ببيع جزء من أملاكي، وسأعترف أيضا بعلو كعبه في علم القرآن والحديث.” (الخزائن الروحانية، المجلد ٣، إزالة الأوهام ص ٦0٣. الطبعة العربية ص ٦72)

أما القول بأن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو من قال بأن عمر عيسى عَلَيهِ السَلام 120 عاماً فهو إما جهل أو كذب وذلك لأن صاحب هذا القول هو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كما في الحديث الذي أخرجه الطبراني بسند رجاله ثقات كما يلي:

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْعَلَّافُ الْمِصْرِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّ أُمَّهُ، فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنٍ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، قَالَ لِفَاطِمَةَ: «يَا بُنَيَّةُ احْنِي عَلَيَّ» فَأَحْنَتْ عَلَيْهِ فَنَاجَاهَا سَاعَةً ثُمَّ انْكَشَفَتْ وَهِيَ تَبْكِي وَعَائِشَةُ حَاضِرَةٌ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَاعَةٍ: «احْنِي عَلَيَّ يَا بُنَيَّةُ» فَأَحْنَتْ عَلَيْهِ فَنَاجَاهَا سَاعَةً ثُمَّ انْكَشَفَتْ عَنْهُ فَضَحِكَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: أَيْ بُنَيَّةُ، أَخْبِرِينِي مَاذَا نَاجَاكِ أَبُوكِ؟ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: نَاجَانِي عَلَى حَالٍ سِرٍّ، ظَنَنْتِ أَنِّي أُخْبِرُ بِسِرِّهِ وَهُوَ حَيٌّ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى عَائِشَةَ أَنْ يَكُونَ سِرًّا دُونَهَا، فَلَمَّا قَبَضَهُ اللهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ: يَا بُنَيَّةُ، أَلَا تُخْبِرينِي بِذَلِكَ الْخَبَرِ؟ قَالَتْ: أَمَّا الْآنَ، فَنَعَمْ، نَاجَانِي فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى فَأَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَأَنَّهُ عَارَضَهُ بِالْقُرْآنِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا عَاشَ نِصْفَ عُمَرَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَأَنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَاشَ عِشْرِينَ وَماِئةَ سَنَةٍ وَلَا أُرَانِي إِلَّا ذَاهِبًا عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ فَأَبْكَانِي ذَلِكَ وَقَالَ: «يَا بُنَيَّةُ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ امْرَأَةٌ أَعْظَمُ رُزِّيَّةً مِنْكِ، فَلَا تَكُونِي أَدْنَى مِنِ امْرَأَةٍ صَبْرًا» وَنَاجَانِي فِي الْمَرَّةِ الْآخِرَةِ فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ وَقَالَ: «إِنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الْبَتُولِ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ» فَضَحِكَتُ بِذَلِكَ”. (المعجم الكبير للطبراني 10٣1 ، 22/٤17. يقول الزرقاني رحمه الله: “أخرج الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات، عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم، قال في مرضه الذي توفي فيه لفاطمة: “إن جبريل كان يعارضني القرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني بالقرآن العام مرتين وأخبرني أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف الذي قبله، وأخبرني أن عيسى ابن مريم عاش عشرين ومائة سنة، ولا أراني إلا ذاهبًا على رأس الستين“. انتهى ملخصًا.” شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، للزرقاني، 1/٦7)

يقول الزرقاني أيضاً فيما يخص أعمار الأنبياء حسب نبوتهم:

ومفاد هذا الحصر الشامل لجميع الأنبياء حتى يحيى وعسى هو الصحيح, ففي زاد المعاد ما يذكر أن عيسى رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة لا يعرف به أثر متصل يجب المصير إليه. قال الشامي: وهو كما قال فإن ذلك إنما يروى عن النصارى، والمصرح به في الأحاديث النبوية أنه إنما رفع وهو ابن مائة وعشرين سنة.” (نفس المصدر)

وقال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري:

واختلف في عمره حين رفع فقيل بن ثلاث وثلاثين وقيل مائة وعشرين الحديث العاشر.” (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، 6/493)

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

المزيد:

30 آية تثبت موت المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد