أولا: المرتد لا يوثق بعقله ولا بإيمانه

يدخل جماعتنا أناس أصحاب أهواء، راغبين في مال أو شهرة أو مناصب، فعندما تخيب آمالهم يرتدون، ويبتغون المال والشهرة في معارضة الجماعة، كما يظنون أنهم سيحظون بمناصب عند أعداء الجماعة ومعارضيها، فيتحالفون معهم ويصبحون فئة واحدة. ولكن المعارضين يدركون أن هؤلاء لا يوثق بعقلهم ولا بدينهم، ويكنون لهم الاحتقار، ولا يبدون لهم الاحترام إلا مؤقتا لاستخدامهم في مهاجمة جماعتنا. فالمرتد – من وجهة نظرهم- قد قاده عقله الناقص لاتباع الباطل، كما أنه لو كان مؤمنا حقا ما انحرف وآمن بالباطل من قبل. فلا ينبغي أن يفرح المرتدون بما يظهره المعارضون لهم مؤقتا، وظنهم أنهم يعتبرونهم مقدّمين عندهم، فهم سيقذفونهم بعيدا باحتقار، بعد أن يستخدموهم.

ثانيا: المرتد أشد الناس كذبا

يقول تعالى إن أكثر الناس كذبا هم المرتدون الذين كفروا بعد إيمانهم:

{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ * مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ} (النحل 106-107)

وقد جاءت صيغة الآيات بأسلوب يجعل وكأن الكذابين هم هؤلاء حصرا. ولا عجب، فالذي يكذب على الله ورسوله ويريد الانتقام بالأكاذيب والافتراءات لا يقارن بأي كذاب آخر.

ثالثا: المرتد كالكلب، إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهت

يقول تعالى:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (الأَعراف 176-177)

وهذا هو حال المرتدين، فسواء تركهم المؤمنون أو حملوا عليهم فسيستمرون باللهاث والنباح، ولن يتورعوا عن إيذاء المؤمنين إن استطاعوا، كالكلاب العقورة.

ذلك حكم الله فيهم، ومن أحسن من الله حكما، ومن أحسن من الله قيلا.

وأخيرا، فإن المرتدين يشملون الذين أعلنوا ارتدادهم، وكذلك بعض المنافقين الذين ارتدوا باطنا ويتظاهرون بالإيمان ليحموا أنفسهم من حرج قلة العقل والإيمان، وليروجوا لأكاذيبهم، وليمارسوا إيذاءهم للمؤمنين.

About الأستاذ تميم أبو دقة

من مواليد عمَّان، الأردن سنة 1968 بدأ بتعلَّم القرآن الكريم وحفظ بعض سوره وفي تعليمه الديني في سنٍّ مبكرة وبدأ بتعليم القرآن في المساجد في الثانية عشرة من عمره. انضم إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية عام 1987 قبل أن يبلغ التاسعة عشرة من العمر وكان من أوائل الأحمديين العرب. يعمل في خدمة الجماعة في المكتب العربي المركزي وفي برامج القناة الإسلامية الأحمدية وفي خدمات التربية والتعليم لأفراد الجماعة وفي العديد من الأنشطة المركزية. أوفده الخليفة الخامس نصره الله تعالى ممثلا ومندوبا لحضرته إلى عدد من الدول، وكرَّمه الخليفة نصره الله بلقب “عالِم” في العديد من المناسبات. عضو مؤسس ومعدّ في فريق البرنامج الشهير “الحوار المباشر” الذي انطلق رسميا عام 2006 والذي دافع عن الإسلام ضد الهجمة المسيحية التي انطلقت على بعض القنوات في بداية الألفية وأخمدها، والذي أسهم في تعريف الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى العالم العربي، والذي يبث الآن مترجما ترجمة فورية إلى العديد من اللغات. وهذا البرنامج أصبح نموذجا للعديد من البرامج المشابهة في اللغات الأخرى. شارك ويشارك في العديد من البرامج الأخرى وخاصة المباشرة في اللغة العربية وفي بعض البرامج باللغة الإنجليزية. عضو هيئة التحرير لمجلة “ريفيو أوف ريلجنز” الإنجليزية العريقة التي بدأ إصدارها في زمن الإمام المهدي والمسيح الموعود عام 1902م.

View all posts by الأستاذ تميم أبو دقة

One Comment on “طبائع المرتدين من الكتاب المبين”

Comments are closed.