بسم الله الرحمن الرحيم

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴿الأنبياء: ١٨﴾

هذا هو الجزء الأول من الحلقة الرابعة في الردّ على الاعتراضات حول مسألة الأعداد في الجماعة الإسلامية الأحمدية

الاعتراض مجملا:

إن سيدنا أحمد عليه السلام كان يكذب – والعياذ بالله – بالنسبة لعدد أفراد الجماعة، حيث صرّح في سنة 1897 أن عدد أفراد الجماعة هو 8000 فرد، وفي سنة 1898 10000 فرد، وفي سنة 1902 أقرّ بأن عدد الأفراد 100000، وفي 1904 200000؛ وفي 1905 كان العدد 300000، وفي سنة 1906 كان عدد افراد الجماعة 400000 فرد.

الرد:

بعد تقديم الأدلة من مصادر الجماعة على صحة العدد الذي ذكره المسيح الموعود عليه السلام، نأتي إلى المصادر غير الأحمدية، فنرى أنها أيضا تؤكد ما ذكره حضرته من عدد الجماعة، ونقدم فيما يلي بعض الحقائق من هذه المصادر:

أ‌) الإحصائيات العامة الحكومية في عام 1901 تبين أن عدد الأحمديين الذكور في منطقة مومباي وحدها بلغ 11087 شخصا. (Census of India 1901 vol 9 Bombay P64 and p78 H A Walter; The Ahmadiyya movement P112)

وتجدر الإشارة هنا إلى أن إحصاء بومباي هذا، كان قد أجري في ذروة انتشار الطاعون هناك، مما أدى إلى عراقيل كبيرة في عملية الإحصاء، كترك 300 عامل حكومي من المشتركين في عملية الإحصاء خوفا من إصابتهم بالطاعون، وكذلك موت ثلاثة من هؤلاء العمال بسبب إصابتهم بالمرض خلال عملية الإحصاء، ووجوب نقل بعض الموظفين الآخرين بسرعة من منطقة إلى أخرى؛ لدرجة أنه في مناطق معينة تعذّر فيها الإحصاء بنجاح ، وحتى في المناطق التي تم فيها الإحصاء لم يكن الإحصاء مكتملا ولا دقيقا. وبناء على كل هذا فحتى في إحصاء بومباي الذي عدّ 11087 أحمديا، لا شك أن العدد الحقيقي للأحمديين يفوق بكثير هذا العدد . وقياسا على هذا الإحصاء يمكن تقدير عدد الأحمديين في البنجاب وغيرها من المناطق الهندية.

علما بأن هذه إحصائيات حكومية رسمية وليست تقديرات عشوائية .

ب‌) فكتب أحد الباحثين المحايدين في 1907: قياسا على عدد الأحمديين في منطقة مومباي ونظرًا إلى النجاح الكبير الذي حققته هذه الحركة في منطقة البنجاب، فإننا نستطيع القول إنه لم يكن عدد المسلمين الأحمديين في ولاية البنجاب عند الإحصائيات أقل من 50000.

(Tome Premier :Review Du Monde Musalman ;A Short Sketch of the Ahmadiyya Movement pg:543)

فالباحثون المحايدون يقرّون بأن عدد الأحمديين في ولاية البنجاب وحدها كان أكثر من 50000 في عام 1901.

كما أنه لا بد من الإشارة إلى أنه عندما قامت الحكومة الإنكليزية بالإحصاء السكاني في الهند كلها في عام 1901 رأى سيدنا المسيح الموعود عليه السلام أن يميز أتباعه عن الآخرين، فاختار للجماعة اسم الفرقة الأحمدية المسلمة، وطلب من أفراد الجماعة أن يسجلوا أسماءهم تحت هذه التسمية. ولكن الذي حصل هو أنه قد اختير هذا الاسم عندما كان الإحصاء قد بدأ أصلا، فلم يصل هذا الإعلان إلى جميع الأحمديين ولم يسجِّل كلهم أنفسهم تحت هذه التسمية. كما أن بعض الأحمديين لاقوا معارضة شديدة من قبل الأهل والأقارب لتسجيل أسمائهم منفصلين عنهم، فاضطروا لتسجيل أسمائهم ضمن المسلمين عمومًا. فبناء على ذلك وإضافة إلى ما سبق، ذكر الباحثون سببين مهمين للغاية لكون الإحصائيات الحكومية غير مكتملة؛

السبب الأول: أنه في أماكن كثيرة لم يسجل طاقمُ الإحصاء أبناء هذه الفرقة الجديدة كأحمديين لعدواة الناس المتزايدة ضدها.

والسبب الآخر: هو أن هذه الحركة قد أُعطيت اسمها الخاص أي “الأحمدية” بعد أن بدأت الإحصائيات، لذلك ظل أهل القرى النائية جاهلين بهذا الاسم. (Tome Premier: Review Du Monde Musalman; A short sketch of the Ahmadiyya movement p543)

ويكتب القسيس الأميركي Griswold:

نظرًا إلى إحصائيات منطقة مومباي، فمن الأقرب إلى القياس أن كثيرا من أتباع المرزا القادياني في منطقة البنجاب والولايات الشمالية الغربية سُجّلوا ضمن المسلمين الآخرين ولم يُحصَوا ضمن أبناء الجماعة الأحمدية. (H D Griswold, The Messiah Of Qadian p12)

ورغم أن هذا القسيس معارض للأحمدية إلا أنه اعترف قائلا في 1902م: من الواضح تماما أن عدد هذه الفرقة في ازدياد مستمر.

(H D Griswold, The Messiah Of Qadian p26)

ولذا فهؤلاء الباحثون يقرون أن الإحصاء في المناطق الأخرى مثل البنجاب وبعض الولايات الأخرى لم يكن مصداقيا ولم يعكس العدد الحقيقي للأحمديين، وذلك لعدة أسباب كالتي ذكرناها آنفا. بالإضافة إلى أن هذه الإحصائيات الحكومية في البنجاب سنة 1901 شملت فقط الذكور الذين كانوا فوق 15 عاما. (Census of India 1911 vol 9 Punjab P166 Footnote)

فبالأخذ بعين الاعتبار إحصاء بومباي حيث عدد الأحمديين هناك سنة 1901 11087 فردا، بل وأكثر بكثير من ذلك لأن الإحصاء لم يكن كاملا بسبب الطاعون، وبتصريح هؤلاء الباحثين أن كثيرا من الأحمديين لم يصلهم الأمر في تسجيل أسمائهم كأحمديين وأنهم سُجلوا كمسلمين عاديين، وبتقدير العدد في البنجاب أنه 50 ألفا، مقارنة مع بومباي، وبما أن الحديث هنا فقط عن ولايتين والعدد الإجمالي فيهما فقط يقارب 65000، علما أن هذا العدد لا يشمل الأحمديين من المناطق الهندية الأخرى.

فبناء على ذلك كله لنا أن نقدّر كم كان عدد الأحمديين في باقي الولايات، فبناء عليه يكون تقدير سيدنا أحمد عليه السلام صحيحا في أن العدد يقارب أو يربو عن 100 ألف.

وهذا بالضبط ما كتبه المسيح الموعود عليه السلام في 1902م حيث قال: إن جماعتنا تزيد عن مئة ألف. (سفينة نوح، الخزائن الروحانية مجلد19، ص 79 وتحفة الندوة، الخزائن الروحانية مجلد19، ص 101)

“لقد اتضح الأمر الآن وتبين من مستندات الإحصائيات الحكومية هل عدد جماعتنا هو 313 أو يقارب مئة ألف في 1902.


لقراءة الجزء الثاني نرجو الضغط هنا