المعترض:

نبوءات الميرزا عن العرب تتحقق عكسيًّا
ظلّ الميرزا يعلن عن نبوءاته في انتشار جماعته في العرب، ومنها:
1: وإن ربي قد بشّرني في العرب، وألهَمَني أن أمونَهم وأُرِيَهم طريقَهم، وأُصلِح لهم شؤونهم، وستجدونني في هذا الأمر إن شاء الله من الفائزين. (حمامة البشرى)
2: وإني أرى أن أهل مكة يدخلون أفواجًا في حِزب الله القادر المختار. (نور الحق، ص 140)
3: تلقيت الإلهام التالي: “يَدْعُونَ لك أبدالُ الشامِ وعبادُ الله مِن العَرَب”. (التذكرة ص100)
4: والإلهام التالي: “يُصَلّون عليك صلحاءُ العرب وأبدالُ الشام”. (التذكرة ص129)
5: أمامنا الآن أمران اثنان مهمان؛ أحدهما أن تنتشر جماعتنا في العرب، والآخر أن تتم الحجة على أوروبا. (ملفوظات مجلد 2 ص 253)
بعد مرور 132 سنة على بعض هذه النصوص اتّضح أنّ العرب هم أكثر الناس نقدا للميرزا بالحجج بحكمة وموعظة حسنة، وكشفا لتزييفه غير المنتهي عبر تاريخ جماعته، رغم ما تبذله الأحمدية من جهود خاصة من أجل أن تنتشر بين العرب، وهي لا تجد أي حجة في إفريقيا سوى أنّ “كثيرا” من العرب آمنوا بها. والحقيقة أننا نشهد نهايةً لمرحلة إيمان حفنة من العرب المخدوعين بها، لأنّ مرحلة الانترنت لا تسمح بإخفاء الحقائق طويلا. وسيفيق هؤلاء قريبا مهما حاولت الأحمدية تأخير نشر كتب الميرزا بالعربية. وإننا لَنشهد أنّ هذه النبوءة تحققت عكسيا كما هو حال نبوءاته الواضحة.

الرد:

ربما يقصد المعترض من عبارة “أنّ العرب هم أكثر الناس نقدا للميرزا بالحجج بحكمة وموعظة حسنة” ربما يقصد قيام خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية من مشايخ وحكومات بمنع الجماعة الإسلامية الأحمدية من تداول كتبها وأدبياتها ومنع قنواتها من البث وحجب مواقعها في البلاد العربية والتضييق الخانق على أبنائها وزَجّهم في ظلمات السجون وملاحقتهم ليلاً نهاراً واقتحام بيوتهم وسوقهم إلى الحبس بالسلاسل كالمجرمين بِتُهَم الصَلاة دون ترخيص وغيرها من أعذار ((قوية للغاية)) الهدف منها هو حبس وترويع ومطاردة المسلمين الأحمديين، ومثال على ذلك المملكة العربية السعودية (من هنا: Riyadh should “stop religious persecution of Ahmadis”) والجزائر (من هنا:الجزائر تلاحق أتباع الطائفة الأحمدية).

‏فلماذا كل هذا الخوف إذا كان عدد الأحمدين في البلاد العربية ثلاثة أنفار هنا وهناك!

وهذا الشيخ الباكستاني “ممتاز الحق” المعروف بعدائه للجماعة الإسلامية الأحمدية يعترف قائلا:

مهما قُلنا وفعلنا واتّحدنا شيعةً وسنةً بكل طوائفنا مجتمعين، ‏رغم كل ذلك ورغم كل ما فعلنا مجتمعين لوقف انتشار الأحمدية إلا أن الأحمدية لا تزال تنتشر وتنتشر“.

ثم قال بلهجة الخوف والرعب أن القاديانية -أي الأحمدية تنابزاً بالألقاب- أخذت تنتشر بسرعة في العالم العربي وصار لها مركز في بلاد الشام وتنشط في البلاد العربية

فمن نصدّق: الشيخ ممتاز الحق عدو الأحمدية أم المعترض عدو الأحمدية ؟

وهذا موقع إخباري عربي مشهور يعترف بأن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي أسرع الفرق الإسلامية نمواً وانتشاراً والأقوى نشاطاً رغم كل محاولات الحظر والمنع التي تمارسها السلطات العربية ضدها (من هنا:الجماعة الأحمدية: أسرع الفرق الدينية نمواً وأكثرها عُرضة للتكفير).

وكذلك الهلع الكبير من انتشار الأحمدية في مناطق شاسعة من البلدان العربية (من هنا:مع ارتفاع الموقوفين.. لجنة حكومية لمواجهة الأحمدية في الجزائر) وغير ذلك الكثير مما ينسف قول المعترض بعدم انتشار الجماعة الإسلامية الأحمدية في العالم العربي وأن خصوم الأحمدية من العرب يستخدمون الحكمة والموعظة الحسنة معها! وهذا تحقق عكسي لكلام المعترض!

إذن كل ما قاله المعترض تحقق عكسياً وكأن الله تبارك وتعالى يريد للمعترض أن يفضح نفسه بنفسه فيختار من الكلمات ما تصفه هو شخصياً وتزيد من صدق المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.

إذاً ليس الأحمديين العرب مجرد حفنة كما يقول المعترض بل هم منتشرون في كافة البلدان العربية. والعرب الذين يقصدهم المعترض في مطاردتهم للأحمديين وسجنهم ومنعهم من حق الإنتساب إلى الإسلام وملاحقتهم في بيوتهم لم يتخذوا الحكمة والموعظة الحسنة في تعاملهم مع الجماعة الإسلامية الأحمدية.

فهذا تحقق عكسي تماماً لقول المعترض وتحقق دقيق لما قاله المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام!

أما الحقيقة فهي تحقق معاكس تماماً لكلام المعترض حيث أن عدد المنضمين إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية وفق احصائيات الجماعة في البلاد العربية في ظرف عشر سنوات فقط يزيدُ على 12000 مبايع! والحقيقة أن فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية هو الفكر الإسلامي الوحيد الذي ينتصر للإسلام ونبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويوقر الصحابة وأمهات المؤمنين وأهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين ويدعو لوحدة المسلمين على قلب رجل واحد وينشر العمل الصالح إلى جانب الكلمة الطيبة ويثبت أن الله تعالى موجود يوحي لعباده لأنه الإله الحيّ الودود الرحمن الرحيم. كل هذا بدون أية ثغرة ولا تناقض في فكر الجماعة الرصين الذي يشبه قلعة شامخة لا مَنفذ إليها غير بوابتها الرئيسية.

ولذلك يعترف الشيخ الألباني بأن شيخه رشيد رضا فشل في الرد على الجماعة الإسلامية الأحمدية ولم يجد أي حجة ضد الجماعة فقام بالتشكيك بالأحاديث الصحيحة لعله ينتصر على الأحمدية، ولكن بسبب موقف العلامة رشيد رضا ازداد إقبال جمهور المسلمين على الجماعة الإسلامية الأحمدية، حيث يقول الألباني:

.. فالسيد رشيد رضا رحمه الله تعالى كأنه شعر أنه ما استطاع أن يقيم الحجة عليهم حجة دامغة قاهرة إلا بالتشكيك بأحاديث نزول عيسى عليه السلام، من أجل إيش ؟ يخلص الجمهور متأثرا بالقاديانية … كذلك قلنا بالنسبة إليه مع فضله وعلمه: أوردها سعد وسعد مشتمل، ما هكذا يا سعد تورد الإبل.” (سلسلة الهدى والنور، الشريط رقم: 198)

وقد قال هذا رغم أن الجماعة الإسلامية الأحمدية في وقته لم يمض على تأسيسها مائة سنة فقط، حيث يقول الألباني:

كلكم يسمع بطائفة معاصرة لم يمضي على نشأتها إلا أقل من قرن من الزمان ألا وهي الطائفة القاديانية.” (سلسلة الهدى والنور، الشريط رقم: 632)

ومع أن هذه الجماعة كانت في ذلك الوقت فتية ألا أن الشيخ الألباني يقول بأنهم منتشرون في بلاد الشام وخاصة في دمشق:

.. أنا من فضل الله عليَّ مِن أعرَف النَّاسِ بالقاديانية لأنّي بُليتُ بهم في دمشق سنين طويلة.” (سلسلة الهدى والنور، الشريط رقم: 728)

وهؤلاء هم أبدال الشام الذين يُصَلُّون على المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام!

فالجماعة الإسلامية الأحمدية بالفعل تنتشر في العالم العربي ومنذ وقت طويل لأنها تحمل شعلة النور التي تحتاجها الأمة الإسلامية والعربية خاصة في هذه الظلمات المتراكمة. فإذا بايع 12 ألفاً من العرب في 10 سنوات فقط بايعوا الجماعة الإسلامية الأحمدية فلا غرابة ولا عجب لأنها تملك الحُجَّة البالغة، لأن الجماعة الإسلامية الأحمدية تقوم بترجمة مباشرة لخطب خليفة المسيح أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز إلى العربية وتنشر في موقع خاص وقناة إسلامية منفصلة هي الأولى من نوعها والرائدة في الإسلام، وتُطبع الكتب سنوياً بمعدل 5-6 كتب بعد ترجمتها إلى العربية بالإضافة إلى البرامج المستمرة على القناة العربية mta3 والمطبوعات والمنشورات والأعمال الخيرية وغير ذلك الكثير من نشاط الجماعة الإسلامية الأحمدية.

فأين الثَرى (المعترض) من الثُريّا (الجماعة الإسلامية الأحمدية)!

وما أجمل قلب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي ينبض بالحب فيقول مخاطباً العرب:

يا سكان أرض أوطأته قدم المصطفى.. رحمكم الله ورضى عنكم وأرضى! إن ظني فيكم جليل، وفي روحي للقائكم غليل يا عباد الله. وإني أحن إلى عِيان بلادكم، وبركات سوادكم، لأزور موطئ أقدام خير الورى، وأجعل كحل عيني تلك الثرى، ولأزور صلاحها وصُلحائها، ومعالمها وعُلمائها، وتقر عيني برؤية أوليائها، ومشاهدها الكبرى. فأسأل الله تعالى أن يرزقني رؤية ثراكم، ويسرّني بمرآكم، بعنايته العظمى. يا إخوان.. إني أحبكم، وأحب بلادكم، وأحب رمل طرقكم، وأحجار سككم، وأوثركم على كل ما في الدنيا. يا أكباد العرب! قد خصّكم الله ببركات أثيرة، ومزايا كثيرة، ومراحمه الكبرى. فيكم بيت الله التي بورك بها أم القرى، وفيكم روضة النبي المبارك الذي أشاع التوحيد في أقطار العالم وأظهر جلال الله وجلّى. وكان منكم قوم نصروا الله ورسوله بكل القلب، وبكل الروح، وبكل النُّهى. وبذلوا أموالهم وأنفسهم لإشاعة دين الله وكتابه الأزكى. فأنتم المخصوصون بتلك الفضائل، ومن لم يُكرمكم فقد جار واعتدى. يا إخوانِ .. إني أكتب إليكم مكتوبي هذا بكبد مرضوضة، ودموع مفضوضة، فاسمعوا قولي جزاكم الله خير الجزاء.” (التبليغ)

إني معكم، يا نجباء العرب بالقلب والروح. وإن ربي قد بشّرني في العرب، وألهَمَني أن أُموِّنَهم وأُرِيَهم طريقَهم، وأُصلِح لهم شؤونهم، وستجدونني في هذا الأمر إن شاء الله من الفائزين. أيها الأعزة، إن الله تبارك وتعالى قد تجلّى عليَّ لتأييد الإسلام وتجديده بأخصِّ التجليات، ومَنَحَ علي وابلَ البركات، وأنعم عليَّ بأنواع الإنعامات. وبشّرني في وقتِ عبوسٍ للإسلام وعيشِ بؤسٍ لأمة خير الأنام، بالتفضلات والفتوحات والتأييدات؛ فصبَوتُ إلى إشراككم، يا معشرَ العرب، في هذه النعم، وكنت لهذا اليوم من المتشوقين. فهل ترغبون أن تَلحقوا بي لله رب العالمين؟” (حمامة البشرى، الخزائن الروحانية ج 7 ص 182 و183)

وهكذا أثبتنا أن كل ما يقوله المعترض تجد عزيزي القارئ عكسه تماماً على الواقع مقارنة بتحقق نبوءة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تحققاً دقيقاً ولا زالت تتحقق حتى لن يجد المسلمون في يوم قريب غير الجماعة الإسلامية الأحمدية تنهض بالدِّين وتثبت صدقه وصلاحه وتفوقه قولاً وعملاً دون الحاجة لإنكار السنة وأحاديث نزول المسيح واتهام الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهم وإكراه الناس ليكونوا عنوة مؤمنين كما يفعل المعترض ومشايخه الباكستان مع المسلمين ‏الأحمديين.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد