المعترض:

إن عدد الأحمديين حسب المؤسس حتى وفاته كان 400 ألفاً، ولكن ابنه الخليفة الثاني قال بأن العدد عند تسلمه للخلافة كان 200 ألف ! فهل نقص العدد إلى هذا الحد؟ أليس هذا دليل ضدكم على إنقاص الأرض من أطرافها؟

الجواب:

يجيب المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

لقد أسس سيدنا حضرة مرزا غلام أحمد القادياني عَلَيهِ السَلام الجماعة الإسلامية الأحمدية في ٢٣ آذار/مارس ١٨٨٩م وعمره نحو ٥٤ عاما، واتخذ مسقط رأسه “قاديان” التي هي قرية صغيرة تقع على بعد ١١ ميلا شمال شرق محطة القطار في مدينة “بطاله” (بالهند) مركزا لها. ورغم المعارضة الشديدة التي لقيهـا مـن جميع الأديان الموجودة في الهند آنذاك، ورغم عدم التأييد بل العداء أحيانا مـن قبل الحكومة راحت دائرة انتشار جماعته تتوسع إلى جميع أنحاء الهند، حـتى إن عدد أفراد الجماعة الأحمدية حين وفاته عام ١٩٠٨م كان قـد بلـغ مئـات الآلاف. وكانت هذه الجماعة قد خرجت من الهند وانتشرت في بلاد العـرب وأفغانستان. وبعد وفاته عَلَيهِ السَلام انتُخب أستاذي المحترم حضرة المولوي نور الدين ؓ إماما وخليفة له. وحين توفي مولانا نور الدين ؓ في عام ١٩١٤م انتُخب هذا العبد المتواضع إماما للجماعة. (علما أن الجماعة تنتخب -على غـرار صـدر الإسلام- أحدا من أبنائها إماما لها، وليس ضروريا أن يكون من أولاد سـيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أو عائلته) كما أن الخليفـة الأول ؓ لم تربطه مع المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام علاقة نَسَب أو قرابة، كما ليس ضروريا أيضا أن يكون الخليفة من غير عائلته عَلَيهِ السَلام، (كما أن لي الشرف أن أكون ابنـه). وانتشرت هذه الجماعة في العالم كله وبلغ عدد أبنائها أكثر من نصف مليـون نسمة معظمهم يوجدون في الهند والمناطق المجاورة لها. وبسبب المعارضة المريرة التي تتلقاها الجماعة، فإن كثيرا من الناس ينضمون إليها خفية ولا يستطيعون أن يعلنوا انتماءهم على الملأ. ويوجد مثل هؤلاء الناس بكثرة بين الهندوس والسيخ والِفرق الأخرى من المسلمين.” (الأحمدية أي الإسلام الحقيقي، حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ص 3)

أي أن المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يؤكد بأن العدد في زمن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان بالفعل مئات الألوف ثم ازداد في زمنه ليبلغ أكثر من نصف مليون مسلم أحمدي في الهند وبلاد العرب وغيرها، وأن العدد كبير لدرجة أن كثيراً من المنضمين للجماعة الإسلامية الأحمدية لا يعلنون انضمامهم على الملأ خوفاً من بطش المشايخ المعارضين بشدة للجماعة الإسلامية الأحمدية والذين هم لليوم يكفرون الأحمديين ويمنعونهم من الإنتماء إلى الإسلام وهنالك قوانين تعاقب الأحمدي بالحبس والغرامة وغير ذلك فقط لإلقائه تحية الإسلام السَلامُ عَلَيْكُم، وأن من هؤلاء المنضمين سرّاً كثير من الهندوس والسيخ والفرق الإسلامية المختلفة. وهذا ردٌّ أيضاً على قضية عدد الأحمديين اليوم حيث لا يمكن للجماعة أن تعلن عدد الأحمديين في كل دولة بالتمام والكمال وذلك خوفاً على حياتهم، وهو يتم برغبة من المنضمين أنفسهم وحرصاً من الجماعة الإسلامية الأحمدية على حياتهم كما قال المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فالعدد الذي ذكره المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو الذي ذكره المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وبدل أن ينقص كما ظننتَ أستاذي الكريم زاد حتى وصل لأكثر من نصف مليون عدا الذين يبايعون بالسر كما تقدم. وهكذا تتحقق آية ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ صَدَقَ الله العظيم.

ويستمر تساقط شبهات المعارضين بإذن الله تعالى الواحدة تلو الأخرى.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد