المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود ع العربية .. 160

الفصاحة في لغات المسيح الموعود عليه السلام ..7

لا فرق في فصاحة القبائل العربية المختلفة فكلهم سواسية

نتابع ما أورده العلامة عباس حسن في سلسلة مقالاته: “صريح الرأي في النحو العربي داؤه ودواؤه” :

7: بعد أن عرض عباس حسن أمثلة عديدة، بيّن فيها تضارب النحاة وتضارب الآراء النحوية في المسألة الواحدة، وأكّد أن هذا التضارب مثيله في مئات المسائل النحوية دون مبالغة، عاب على النحاة إساءتهم هذه للّغة والنحو فقال:

لعل فيما تقدم ما ينهض دليلا على أن النحاة الأوائل قصَّروا وأساءوا ـ غير قاصدين ـ برغم ما لهم من فضل لا يجحده منصف، … وكان صائب الرأي، وصادق التقدير، يقتضيهم أن ينظروا بعين الغيب إلى هذه المشكلة العنيفة … فيبحثوا أول ما يبحثون مسألة اللغة في القبائل العربية المختلفة؛ أمتساوية لديهم جميعا؛ في الفصاحة، وسلامة المبني، وصحة التركيب، أم متفاوتة؟ وماذا وراء البحث؟ وراءه نتيجة هامة الأثر خطيرة الغاية. فإن صح أن اللغات والقبائل متساوية في هذا ـ كما يقول الثقات ـ صحّ الحكم القاطع بإخفاق كل محاولة لوضع ” نحو ” موحد ” وقواعد ” عامة شاملة تقدم لهذه القبائل كلها مع كثرة لهجاتها، وتباين كثير منها، وليس بعضها أحق بالأخذ من لغته دون الآخر؛ فكلهم سواسية، وليس بمستطاع الأخذ عنهم جميعاً؛ فأي ” نحو ” هذا الذي يحوي في ثناياه كل القواعد والأحكام التي تنطبق على كل اللغات واللهجات وتوافق أصحابها على وفرتهم وتشعب خصائصهم اللغوية؟.” [ إ.ه]

وبعد أن اقترح عباس حسن إقامة نحو قرآني على أن يكون موحِّدا للغات القبائل كلها، لأن القرآن  يحوي لغات من القبائل المختلفة ، ولم يمنع أن تقيم كل قبيلة نحوا خاصا بها بوجود نحو قرآني موحَّد، اقترح فتح باب التيسير في اللغة بإلغاء الاختلافات النحوية وتسويغها الكثير منها أجل فتح المجال للتعبير والتحبير …. فهو يرى إجازة أن يكون المبتدا نكرة، وأن يكون الحال معرفة، وأن يتقدم التمييز  وغيرها من الأمور الأخرى  المختلَف عليها وسنبينها لاحقا.

فأهم ما نستنتجه من كلام عباس حسن أعلاه:

  1. انه لا فرق من حيث الفصاحة بين القبائل العربية المختلفة، سواء تلك القبائل الست التي أُخذت عنها اللغة أو القبائل الأخرى؛ فكلهم سواسية ولا أفضلية لقبيلة على أخرى.
  2. فإذا وجّهنا لغات المسيح الموعود عليه السلام على لغات القبائل العربية المختلفة ، فإن هذا بحد ذاته إثبات على فصاحة هذه اللغات وفصاحة كلام المسيح الموعود عليه السلام ، وإن وصفت هذه اللغات بالقلة والشذوذ في المصادر النحوية تقيّدا بنظريات النحاة وأحكامهم العبثية التعسفية.
  3. وهذا بحد ذاته، يؤكد صحة وفصاحة جميع اللغات التي ذهبنا إليها، في توجيهنا للغات المسيح الموعود عليه السلام ، لأنها لغات مأخوذة من هذه القبائل العربية العريقة التي لا فرق بينها في فصاحتها .