يقول سيدنا أحمد عليه السّلام:

لقد ذكرنا سابقًا أن إمام الزمان يتحلى بفطرته بقوة الإمامة. وقد أودعته يد القدرة الإلهية خاصية الإمامة والقيادة. ومن سنة الله تعالى أنه لا يترك الناس متفرقين ومشتتين، بل كما جعل كثيرًا من النجوم في النظام الشمسي، ثم جعل الشمس ملكةً عليها، كذلك على شاكلة النجوم يهب المؤمنين نورًا بحسب مراتبهم، ويجعل إمام الزمان شمسًا فيهم. ونلاحظ هذه السنة الإلهية في مخلوقاته كلها ومنها النحل مثلًا؛ حيث تكون إحداها إمامًا وتُسمى يعسوبًا أو ملكة. وأراد الله تعالى في المملكة المادية أيضا أن يكون أحد القوم أميرًا وملكًا فيهم. وجُعلِت لعنة الله على الذين يحبون التفرقة ولا يتبعون أميرًا واحدًا منهم؛ لأن الله تعالى يقول: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (1) فالمراد من أولي الأمر من الناحية المادية هو الملِك، ومن الناحية الروحانية هو إمام الزمان. فمن ليس بمعارضٍ لأهدافنا من الناحية المادية ونستطيع أن نستفيد منه في ديننا فهو منا. لذلك فإن نصيحتي لجماعتي هي أن يُدخلوا حكم الإنجليز في إطار “أولي الأمر” ويظلوا مطيعين لهم بصدق القلب، لأنهم لا يتدخلون في مقاصد ديننا، بل على عكس ذلك تمتعنا براحة بسبب وجودهم، وسنكون خائنين إن لم نعترف بأن الإنجليز قد ساعدونا في دِيننا مساعدة لم يستطع الملوك المسلمون في الهند أن يقوموا بها، لأن بعض الملوك المسلمين في الهند بسبب قصر همتهم؛ أهملوا إقليم البنجاب، وبسبب غفلتهم حلّتْ بنا وبديننا في ظل الحكم السيخي الجائر مصائب مهولة؛ بحيث تعذر علينا الصلاة بالجماعة في المساجد، ورفع الأذان بصوت عال، وآل الأمر إلى موت الإسلام في البنجاب.

أوَليست هذه حاجة العصر!؟ حيث تفرقت الأمة وتشتتت، ولا يقدر على جمع شملها إلا من كان مهديا من الله تعالى!!؟

أوَليست هذه حاجة العصر!؟ حيث اندفعت الأمة على الجهاد العدواني بلا عقل وبلا تدبّر، ولا تجد من يردعها من هذا، سوى من يُلهمه الله بإلهامه!؟