الاعتراض: هل الهند فيها خير وهل هبط آدم في الهند؟

يقول مؤسس الأحمدية:

“وإنّ الله نظرَ إلى البلاد الهنديّة فوجدها مستحقّةً لمقرّ هذه الخلافة، لأنها كانت مَهْبَطَ الآدم الأوّل في بدْء الخليقة، فبعثَ اللهُ آدمَ آخرِ الزمان في تلك الأرض إظهاراً للمناسبة، ليوصِل الآخرَ بالأوّل ويُتمّ دائرة الدعوة كما هو كان مقتضى الحقّ والحكمة”. (الاستفتاء، ص 14-15)

فما دليله على أن الهند مستحقة للخلافة؟ ما أفضلية الهند على البلدان الإسلامية التي ينتشر فيها الإسلام بينما الهند عبارة عن بلاد تسود فيها الأديان الوثنية كالهندوسية والسيخية إلى يومنا هذا؟ ثم ما الدليل أصلاً على أن الهند هي مهبط آدم عليه السلام؟

الجواب:

أسئلة جيدة يجيب عنها سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقد أخرج العلّامة الحافظ عبد الرزاق إمام أهل الحديث المكنى بأبي بكر أحد أئمة ومُحدّثي أهل اليمن، أخرج في مصنفه:

عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «خَيْرُ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ ذِي مَكَّة، وَوَادٍ فِي الْهِنْدِ هَبَطَ بِهِ آدَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِ هَذَا الطِّيبُ الَّذِي تَطَّيَّبُونَ بِهِ، وَشَرُّ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ وَادِي الأَحْقَافِ، وَوَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ، يُقَالُ لَهُ: بَرَهَوْتُ، وَخَيْرُ بِئْرٍ فِي النَّاسِ زَمْزَمُ، وَشَرُّ بِئْرٍ فِي النَّاسِ بَلَهَوْتُ، وَهِيَ بِئْرٌ فِي بَرَهَوْتَ تَجْتَمِعُ فِيهِ أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ».” (مصنف عبد الرزاق، كِتَابُ الْمَنَاسِكِ، بَابُ زَمْزَمَ وَذِكْرِهَا ج 1 وج 5، 116، رقم 8909 و 9118)

وقال الإمام عبد الرزاق رحمه الله:

فرات القزاز وثّقه ابْنُ معين، والنسائيُ، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات وفي مشاهير علماء الأمصار قال: من الأَثبات، وروى له الشيخان في صحيحيهما، ووثّقه الدارقطنيُ في سؤالات البرقاني في ترجمة حفيدة زياد. وقد صحح أبو حاتم سماعه من أبي الطفيل، وهذا الخبر له حكم الرفع والله أعلم.” أهـ

وقد أخرج العلّامةُ الحافظُ ابْنُ أبي حاتم عن سيدنا علي بن ابي طالب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نفس الحديث بلفظ مشابه ولكنه خالٍ من عبارة “هَبَطَ بِهِ آدَمُ ﷺ” قال‏:‏

خَيْرُ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ وَادِي مَكَّة وَوَادي أرم بأرضِ الْهِنْدِ، وَشَرُّ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ وَادِي الأَحْقَافِ، وَوَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ، يُدْعَى بَرَهَوْتُ يُلْقى فِيهِ أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ. وَخَيْرُ بِئرٍ في فِي النَّاسِ زَمْزَم، وَشَرُّ بِئرٍ فِي النَّاسِ بَرَهَوْتُ، وَهِيَ فِي ذَاكَ الْوادِي الَذِي بِحَضْرَمَوْتَ.”‏ (تفسير القرآن العظيم مُسنداً عن رسول الله ﷺ والصحابة والتابعين، الإمام الحافظ ابن أبي حاتم، رقم الحديث 18574، 3269/1، طبعة مكة المكرمة)

إذن وبحسب هذه الأحاديث الشريفة فإن الهند هي خير أرض بعد مكة المكرّمة، وأي خيرٍ أعظم من النبوة والخلافة! وهو قول المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بالتمام والكمال. أما لماذا الخلافة في الهند التي تسود فيها السيخية والهندوسية إلى الآن وليس في البلاد الإسلامية المعروفة للجميع؟ فهو سؤالٌ يجب أن يوجّه للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وليس لنا، لأننا لم نختر الهند بأنفسنا بل اختارها اللهُ تعالى ورسولُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كما في الحديث أعلاه. نصيحتنا القلبية لكم هي التسليم بقال الله تعالى قال الرسول ﷺ.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

الرد على الرد من هنا

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد